هولندا تخسر اليورو وتربح دعم السرسك

.♥ مشرفة ♥.

رغم النتائج المخيبة للآمال لمنتخب الطواحين "هولندا" في يورو 2012 إلا أنه فضل دعم الحقوق الفلسطينية بفيديو عن لاعب منتخب الفدائي الأسير محمود السرسك.

وشارك ساسة وبرلمانيون ومواطنون هولنديون بارزون في شريط الفيديو الذي بث الأربعاء عبر الشبكة العنكبوتية ويسلط الضوء على جريمة الاعتقال الإداري التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.

والأسير السرسك واحد من الأسرى الذين تجرعوا مرارة الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال لمدة طويلة. وقبل يومين فقط علق إضرابه عن الطعام بعد 95 يومًا؛ احتجاجا على اعتقاله الإداري.

والاعتقال الإداري سياسة تتبعها "إسرائيل" عندما لا تتمكن من الحصول على أدلة كافية لمحاكمة الفلسطينيين بعد أسرهم، وتعتبر ملفاتهم ملفات سرية، ويقبعون في الاعتقال دون محاكمة أو تحديد موعد للإفراج عنهم. وتتيح هذه السياسة التمديد للمعتقل أكثر من مرة لمدد مختلفة.

والفيديو التضامني، فيلم قصير من إعداد المخرج الهولندي عبد الكريم الفاسي. في إحدى لقطاته، يداعب رئيس الوزراء الهولندي السابق (من الحزب الاشتراكي) درايس فان أجيت الكرة بقدميه، قبل أن يقلع "الجاكيت" الرسمية، ويلبس "تي شيرت" طبع عليها اسم الأسير السرسك، والرقم 90 في إشارة لعدد أيام الإضراب عن الطعام التي قضاها الأسير ساعة تصوير الفيلم.

يشار إلى أن إدارة السجون الإسرائيلية وجهاز المخابرات التابع لها مارسا أقسى درجات الضغط على السرسك بغرض حمله على كسر إضرابه مقابل وعود شفوية بإطلاق سراحه في تاريخ 1/7/2012، غير أنه تمسك بموقفه المطالب بتسليمه وثيقة رسمية موقعة تفيد بتعهد والتزام الجهات الإسرائيلية بإطلاق سراحه في موعد محدد.

وكان السرسك قد رفض عرضا إسرائيليا يقضي بنفيه إلى النرويج تحت مسمى رحلة علاج لمدة ثلاثة شهور يسمح له بعدها بالعودة، الأمر الذي اعتبره تكريسا لسياسة النفي، مطالبا بأن يتم الإفراج عنه فورا إلى مسقط رأسه في قطاع غزة.

وكتب اسم السرسك باللغة الإنجليزية (SARSAK)، في مكان كتابة أسماء اللاعبين المعروفة دوليا في الواجهة الخلفية لـ"تي شيرت"، التي لبسها أغلب من ظهروا في الفيلم، وهي برتقالية اللون (لون قميص المنتخب الهولندي).

وفي الفيلم الهولندي القصير أيضا، يتضامن توفيق ديبي مع السرسك. وديبي سياسي هولندي من أصول مغربية، من مواليد مدينة فلسنكن جنوب غرب هولندا، وهو عضو في حزب اليسار الأخضر الهولندي.

وديبي، كما فان أجيت، عبرا عن انزعاجهما من قضية الاعتقال الإداري، ومخاوفهما بشأن معاملة اللاعب محمود السرسك، الذي أصبح صاحب أطول إضراب عن الطعام في التاريخ.

وتعليق إضراب السرسك عن الطعام، لم يمنع مخرج الفيلم الهولندي من نشره حول العالم. وإزاء ذلك قال: "قصة محمود هي واحدة من قصص أخرى كثيرة لفلسطينيين محتجزين منذ سنوات من دون محاكمة سليمة، لا ينبغي إجبار إنسان على الذهاب لمثل هذا الإضراب عن الطعام طويلا لتحقيق مطلبه بالإفراج عنه".

وعبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عبرت أنوك بروس عن غضبها لهذا النوع من الاعتقال، وقالت: هذا أمر لا مبرر له، يجب وضع حد له".

وفي تغريدة أخرى، قال الهولندي يونيو دانيال يكهام: هل تعي وسائل الإعلام بعد90 يوما من الإضراب حقيقة ما يحدث، وتتخذ قرارا شجاعا ضد السجون الإسرائيلية غير القانونية؟.

وولد السرسك في 20 يناير عام 1987، وهو من حي الشابورة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهو أعزب ويدرس برمجة كمبيوتر في السنة الثالثة، وهو لاعب كرة قدم في صفوف المنتخب الفلسطيني ونادي خدمات رفح.

واعتقل محمود في 22 من يوليو 2009 على معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، حيث كان ينوي الذهاب إلى الضفة الغربية للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي للاحتراف في صفوفه كلاعب كرة قدم على الرغم من حصوله على تصريح مرور من قوات الاحتلال لدخول الضفة.

وفور اعتقاله نقل المعتقل إلى مركز تحقيق عسقلان المعروف بقسوة أساليب محققيه، استمر التحقيق معه لمدة 30 يوما متتالية، خضع خلالها لجولات تحقيق مكثفة تركزت حول انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي دون أن تقرن هذه الاتهامات بأية دلائل أو قرائن ولم يقر المعتقل بتلك التهم.

وعلى إثر ذلك، لجأ جهاز المخابرات الإسرائيلية بتاريخ 23/8/2009، إلى إصدار أمر اعتقال بموجب قانون "المقاتل غير الشرعي" الذي يعد شكلا من أشكال الاعتقالات الإدارية التي تجيز اعتقال الشخص دون تهمة أو محاكمة ودون تحديد مدة الاعتقال وصدر عن جهة تنفيذية لا تتمتع بأي صفة قضائية.