وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك
عرضت إذاعة صوت إسرائيل لقضية ما أسمته بنجاح الجيش الإسرائيلى فى انتزاع موازنة عسكرية استثنائية اعتبرت الأكبر والأضخم منذ قيام دولة إسرائيل، بعد زيادتها مليار ونصف مليار شيكل (400 مليون دولار أميركى) عن العام الماضى على حساب تقليص موازنات مختلفة، بعد أن أصرت وزارة الدفاع الإسرائيلية على الحصول على مطلبها بعدما أعلن رئيس أركان الجيش جابى أشكنازى مهددا بكل صراحة أنه "إذا لم تقر طلباتنا فإنكم وحدكم تتحملون المسؤولية.. واجبنا أن نبلغكم أننا نحتاج إلى المزيد من التدريبات وتوفير منظومات دفاعية وضمان أسلحة قتالية متطورة".
وستصل الموازنة العسكرية فى العام المقبل إلى 53.2 مليار شيكل مقابل 48.6 مليار شيكل هذا العام، وهى الأعلى فى تاريخ إسرائيل، حيث ترافقت مع حملة ترويج للتهديدات الأمنية المحدقة بإسرائيل ومتطلبات الاستعداد لمواجهتها، وأشارت الإذاعة فى تقريرها الذى وضعته بمناسبة حصول الجيش على هذه الميزانية على الثلاثة تحديات التى تشكل التهديد الأخطر لإسرائيل وهى إيران
و"المقاومة فى لبنان" و"حماس".
وتأتى هذه الموازنة بعد سنة واحدة على تدريبات وتحضيرات لتدريبات جديدة تتمحور على احتمال إطلاق صواريخ غير تقليدية. لذلك قسمت قيادة الأركان الإسرائيلية "الجبهة الداخلية" إلى خريطة جديدة للمناطق الجغرافية وفقاً لمستوى التهديد المتربص بكل منطقة من الصواريخ. ووضعت المنطقة الشمالية، القريبة من لبنان، والمنطقة الوسطى القريبة من قطاع غزة وأراضى الضفة الغربية على رأس المناطق المهددة بالقصف الصاروخى.
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الحاجة إلى زيادة الموازنة لضمان التفوق على كل الجهات بخاصة أمام إيران، لذا خرجت قيادة الأركان بحملة ترويج لمشاكل وصعوبات تواجهها وزارة الدفاع فى تنفيذ صفقة السلاح الأكبر فى تاريخ الجيش وتشمل طائرات "إف - 35" التى تعتبر السلاح الأهم والأكثر ضرورة وحيوية فى حال قررت إسرائيل توجيه ضربة عسكرية لإيران، وذكر التقرير أن الصعوبات تكمن فى رفض الشركة الأميركية "لوكهيد - مارتن" المنتجة للطائرة إجراء تعديلات على مبنى "المنظومة الشاملة" فيها.
كما أن هناك خلافا آخر بين عسكريين وأمنيين إسرائيليين وفقاً للإذاعة، إذ يتحفظ البعض على تنفيذ طلب سلاح الجو انطلاقاً من المبالغ الطائلة التى ستكلف التعديلات المطلوبة. وبحسب الشركة المنتجة، فإن تكلفة طائرة "إف - 35" الواحدة تبلغ نحو 80 مليون دولار، وسيرتفع المبلغ إلى مئة مليون دولار، إذا أُدخلت التعديلات التى يُعلن سلاح الجو الإسرائيلى حاجته إليها، أما تكلفة الصفقة كلها فتصل، مع إضافة قطع الغيار، والمحركات، ومنظومة الدعم الشاملة، إلى 15 مليار دولار.
وهكذا تضاف صفقة طائرات "إف - 35" إلى قائمة الحجج التى يعرضها الجيش أمام صانعى قرار المصادقة على الموازنة العسكرية والمطالب التى لا يتوقف عنها لأخذ المزيد من الموازنات تحت مظلة "مواجهة الخطر الإيرانى".
ويواصل الجيش الإسرائيلى استعداداته على الجبهة الشمالية ولم يعد الأمر مقتصراً على التدريبات العسكرية براً وجواً وبحراً، إضافة الى المناورات المشتركة مع الجيش الأميركى، بل خصص الجيش موازنة كبيرة للتدريب على الأجهزة الإليكترونية، ومنها أجهزة "تقمص الشخصية" وأبرز ما فيها كيفية توجيه ضربات مكثفة وصائبة نحو عناصر "معادية" فى الأحياء وبين البيوت، وتشمل التدريبات أيضاً محاكاة سيناريوهات تتوقعها تقارير عسكرية إسرائيلية بينها احتمال اختطاف جنود وهو أكثر ما يقلق إسرائيل فى هذه الفترة.
كما خصص الجيش الإسرائيلى موازنة لصناعة طائرات من دون طيار من النوع الذى يمكن تفكيكه ووضعه داخل حقيبة مع جهاز مشغل للطائرة ويمكن استخدامها لاستكشاف الهدف من بعد ثلاثمائة متر على الأقل. ويركز الجيش على صناعة "الروبوت" وينوى تصنيع كمية كبيرة من جهاز "أى - بوى" وهو على شكل كرة، ويحتاجه الجيش، فى حال اضطر إلى مواجهات جديدة فى الأراضى المحتلة وداخل قطاع غزة، إذ يساعده على استكشاف المخابئ والأنفاق والبيوت الملغومة وإمكان تفكيكها قبل اقتحام الوحدات العسكرية المكان.