| قصيدة السياب | |
|
+5فاتنة الجمال نــدى الأيـــااااااام princess asert aldamaa قلم 9 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
قلم + عضو محترف +
| موضوع: قصيدة السياب السبت 05 يونيو 2010, 9:42 pm | |
| إنشودة المطر
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ، أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر . عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ، دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ، والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛ فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر ! كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ... وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ، ودغدغت صمت العصافير على الشجر أنشودةُ المطر ... مطر ... مطر ... مطر ... تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ . كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام : بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. " لا بدَّ أن تعودْ وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛ كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك ويلعن المياه والقَدَر وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ . مطر .. مطر .. أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟ وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟ بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ، كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر ! ومقلتاك بي تطيفان مع المطر وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ، كأنها تهمّ بالشروق فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ . أَصيح بالخليج : " يا خليجْ يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! " فيرجعُ الصّدى كأنّه النشيجْ : " يا خليج يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ، حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ لم تترك الرياح من ثمودْ في الوادِ من أثرْ . أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ، عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين : " مطر ... مطر ... مطر ... وفي العراق جوعْ وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ لتشبع الغربان والجراد وتطحن الشّوان والحجر رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ مطر ... مطر ... مطر ... وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ... مطر ... مطر ... ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء تغيمُ في الشتاء ويهطل المطر ، وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ . مطر ... مطر ... مطر ... في كل قطرة من المطر حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ . وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة ! مطر ... مطر ... مطر ... سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج .. يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! " فيرجع الصدى كأنَّه النشيج : " يا خليج يا واهب المحار والردى . " وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ، على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق من المهاجرين ظلّ يشرب الردى من لجَّة الخليج والقرار ، وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى . وأسمع الصدى يرنّ في الخليج " مطر .. مطر .. مطر .. في كلّ قطرة من المطرْ حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ . وكلّ دمعة من الجياع والعراة وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . " ويهطل المطرْ ..
- - - - - - - - - - - - - - -- - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
غريب على الخليج
لريح تلهث بالهجيرة، كالجثام، على الأصيل و على القلوع تظل تطوى أو تنشر للرحيل زحم الخليج بهن مكتدحون جوابو بحار .من كل حاف نصف عاري و على الرمال ، على الخليج جلس الغريب، يسرح البصر المحير في الخليج : و يهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج أعلى من العباب يهدر رغوه و من الضجيج" ، صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى : عراق .كالمد يصعد ، كالسحابة ، كالدموع إلى العيون الريح تصرخ بي : عراق و الموج يعول بي : عراق ، عراق ، ليس سوى عراق البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون و البحر دونك يا عراق
.. بالأمس حين مررت بالمقهى ، سمعتك يا عراق وكنت دورة أسطوانه هي دورة الأفلاك في عمري، تكور لي زمانه .في لحظتين من الأمان ، و إن تكن فقدت مكانه هي وجه أمي في الظلام ، وصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أنام و هي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب ،من الدروب وهي المفلية العجوز وما توشوش عن (حزام) 1 وكيف شق القبر عنه أمام عفراء الجميلة .فاحتازها .. إلا جديله زهراء أنت .. أتذكرين تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين ؟ وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين ؟ ووراء باب كالقضاء قد أوصدته على النساء أبد تطاع بما تشاء، لأنها أيدي الرجال .كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال أفتذكرين ؟ أتذكرين ؟ سعداء كنا قانعين . بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء ،حشد من الحيوات و الأزمان، كنا عنفوانه .كنا مداريه اللذين ينام بينهما كيانه أفليس ذاك سوى هباء ؟ حلم ودورة أسطوانه ؟ ان كان هذا كل ما يبقى فأين هو العزاء ؟ ،أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه يا أنتما - مصباح روحي أنتما - و أتى المساء .و الليل أطبق ، فلتشعا في دجاه فلا أتيه لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء الملتقى بك و العراق على يدي .. هو اللقاء شوق يخض دمي إليه ، كأن كل دمي اشتهاء جوع إليه .. كجوع كل دم الغريق إلى الهواء شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون أيخون إنسان بلاده؟ إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟ الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام .حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق واحسرتاه ، متى أنام فأحس أن على الوساده ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق ؟ بين القرى المتهيبات خطاي و المدن الغريبة ،غنيت تربتك الحبيبة وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه ، فسمعت وقع خطى الجياع تسير ، تدمي من عثار .فتذر في عيني ، منك ومن مناسمها ، غبار ما زلت اضرب مترب القدمين أشعث ، في الدروب ،تحت الشموس الأجنبيه متخافق الأطمار ، أبسط بالسؤال يدا نديه صفراء من ذل و حمى : ذل شحاذ غريب ،بين العيون الأجنبيه بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو ( خطيه) 2 (و الموت أهون من (خطيه من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه قطرات ماء ..معدنيه ،فلتنطفئ ، يا أنت ، يا قطرات ، يا دم ، يا .. نقود يا ريح ، يا إبرا تخيط لي الشراع ، متى أعود إلى العراق ؟ متى أعود ؟ يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود .بي الخليج ، ويا كواكبه الكبيرة .. يا نقود
ليت السفائن لا تقاظي راكبيها من سفار أو ليت أن الأرض كالأفق العريض ، بلا بحار ما زلت أحسب يا نقود ، أعدكن و استزيد ، ما زلت أنقض ، يا نقود ، بكن من مدد اغترابي ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي و بابي في الضفة الأخرى هناك . فحدثيني يا نقود متى أعود ، متى أعود ؟ أتراه يأزف ، قبل موتي ، ذلك اليوم السعيد ؟ سأفيق في ذاك الصباح ، و في السماء من السحاب ،كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب و أزيح بالثوباء بقيا من نعاسي كالحجاب :من الحرير ، يشف عما لا يبين وما يبين .عما نسيت وكدت لا أنسى ، وشك في يقين ويضئ لي _ وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي- ما كنت ابحث عنه في عتمات نفسي من جواب لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب ؟ اليوم _ و اندفق السرور علي يفجأني- أعود
واحسرتاه .. فلن أعود إلى العراق وهل يعود من كان تعوزه النقود ؟ وكيف تدخر النقود و أنت تأكل إذ تجوع ؟ و أنت تنفق ما تجود به الكرام ، على الطعام ؟ لتبكين على العراق فما لديك سوى الدموع .وسوى انتظارك ، دون جدوى ، للرياح وللقلوع من القصائد التي اعشقها فاذا نزل المطر خرجنا نتغنى بها والمطر يسقط علينا | |
|
| |
asert aldamaa .♥ مراقبة عامة ♥.
| موضوع: رد: قصيدة السياب السبت 05 يونيو 2010, 10:56 pm | |
| كلمات رائعه من شعراء مبدعين وتألقوا
انشودة المطر انشودة رائعه | |
|
| |
قلم + عضو محترف +
| موضوع: رد: قصيدة السياب السبت 05 يونيو 2010, 11:02 pm | |
| | |
|
| |
princess .♥ مراقبة عامة ♥.
| موضوع: رد: قصيدة السياب الأحد 06 يونيو 2010, 8:02 pm | |
| من القصائد التي اعشقها فاذا نزل المطر خرجنا نتغنى بها والمطر يسقط علينا يسلمووووو اخي قلم ع القصيدة المميزة ابداااااع بجد | |
|
| |
قلم + عضو محترف +
| موضوع: رد: قصيدة السياب الأحد 06 يونيو 2010, 8:04 pm | |
| شكرا برنسس
بجد القصيدة فيها نوع من اشجان النفس للذي يقراها مع نفسه ويتغنى بها | |
|
| |
نــدى الأيـــااااااام .♥ مراقبة إدارية♥.
| موضوع: رد: قصيدة السياب الثلاثاء 08 يونيو 2010, 7:07 am | |
| | |
|
| |
قلم + عضو محترف +
| موضوع: رد: قصيدة السياب الثلاثاء 08 يونيو 2010, 7:22 am | |
| احسنت الاخت ندى على الرابط
تحياتي اليك وعلى المتابعة انتي مميزة فعلا | |
|
| |
فاتنة الجمال + عضو محترف +
| موضوع: رد: قصيدة السياب الأحد 13 يونيو 2010, 2:40 pm | |
| | |
|
| |
قلم + عضو محترف +
| موضوع: رد: قصيدة السياب الأحد 13 يونيو 2010, 6:56 pm | |
| | |
|
| |
رنــيــــــــــم + عضو محترف +
| موضوع: رد: قصيدة السياب الثلاثاء 15 يونيو 2010, 12:50 am | |
| | |
|
| |
قلم + عضو محترف +
| موضوع: رد: قصيدة السياب الثلاثاء 15 يونيو 2010, 9:33 am | |
| | |
|
| |
حبيبة الرحمن + عضو محترف +
| موضوع: رد: قصيدة السياب الإثنين 13 ديسمبر 2010, 7:20 pm | |
| يسلموا اخي
بجد من اروع القصائد اللي بعرفها كتيييير حلوة كلماتها تقبل مروري | |
|
| |
خاطر + عضو فعال +
| موضوع: رد: قصيدة السياب الأحد 24 يوليو 2011, 9:45 am | |
| قصيدة رائعة اشكرك الاخت العزيزة حبيبة الرحمن على المرور | |
|
| |
ملكة باحساسى + عضو محترف +
| موضوع: رد: قصيدة السياب الأحد 24 يوليو 2011, 5:24 pm | |
| رائع صاحب القلم الماسى أنا كتير بحب المطر أسلوب جميل ومعبر بس يا ريتك ما قلت يلعن المياه والقدر لأن ذلك حرام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تقبل تحياتى ملكة باحساسى | |
|
| |
خاطر + عضو فعال +
| موضوع: رد: قصيدة السياب الأربعاء 27 يوليو 2011, 9:15 am | |
| ربط الشاعر حال العراق بحال الصياد الذي نصب شباكه للصيد وأتى المطر وخرب عليه الصيد فأخذ يجمع شباكه لاعناً القدر الذي لم يمكنه من صيده . لعله في اعتقادي يتفجع من حضه السيء ونصيبه الضئيل من القدر | |
|
| |
| قصيدة السياب | |
|