ساد اعتقاد قديم بأن المرأة ثرثارة أكثر من الرجل، حتى أصبحت صفة لصيقة
بها إلى وقتنا الحاضر، وبرر البعض ذلك بأن التكوين الخاص بالمرأة هو ما
يدفعها للثرثرة، إذ أنها أكثر عرضة لتقلب المزاج، وأكثر تأثراً بالضغوطات
من الرجل، ومن يفقه تكوينها الخاص يعلم أن صفة الثرثرة نعمة من الخالق عز
وجل، حيث إنها لو كتمت ما في جوفها لمدة من الزمن، فإن أحاسيسها ومشاعرها
ستنفجر كالبركان وتسبب مشاكل صحية، واجتماعية، ونفسية عديدة.
وفي هذا الإطار أكدت الدكتورة “ليزا ماسترسون” بحسب ما ورد عبر برنامج “ذا
دوكترز” أن ميل النساء للثرثرة له سبب علمي بحت، إذ يعود إلى الجزء
المسئول عن اللغة في المخ حيث يكون لديها أكثر نضجا من الرجل، كما أنه يبدأ
نموه، بعد الأسبوع السادس من الحمل، عند بدء التمايز الجنسي للجنين.
كما أضافت دراسة أخرى وردت في صحيفة “بيلد” الألمانية في موقعها
الإلكتروني بأن مخ الأنثى يحتوي على 11% من الخلايا العصبية، أي أكثر من
الرجل، وبخاصة في المنطقة المسئولة عن مراكز الإحساس والذاكرة، وبينت
الدراسة أن متوسط عدد الكلمات التي تنطق بها النساء في اليوم الواحد يبلغ
عشرين ألف كلمة بينما لا يتجاوز العدد لدى الرجال سبعة آلاف كلمة.
كما أشارت صحيفة الـ”ديلي تلغراف” في دراسة لها إلى أن لدى المرأة هرموناً
أطلق عليه اسم “أوكسيتوسين”، ووصفه العلماء بأنه هرمون ضبط المزاج، وهو
الذي يدفع المرأة إلى التحدث مع الأهل والصديقات والجارات وغيرهن للتخلص من
الضغوط دون الانسحاب للصمت أو الاندفاع إلى العدوان، كما يفعل الرجال، وهو
ما يجعل المرأة أقل عرضة للوقوع فريسة للإدمان أو الاضطرابات العصبية .