قساة القلوب
سئمت البكاء سئمت العويل
سئمت النحيب على الذكريات
سئمت التمني والأمنيات
وكيف ستأتي من المستحيل
سئمت السهر
في جوف ليل كئيب طويل
سئمت الدموع كرهت النظر
إلى الإنكسار بعين الصغار
كرهت البقاء بقرب البشر
فهم كالسراج
يضيء فيجذب بعض الفراش
ويقضي عليه بلمح البصر
ففي البعد منه سيبقى الظلام
وفي القرب منه هلاك وضر
فليت الحياة لنا وحدنا
ببيض القلوب بحب وطهر
ولكننا هنا بينهم وهم بيننا
يحبون اذلال حلم طروب
يحبون منظر شمع يذوب
نعم إنهم هم قساة القلوب
هم من ساسمح لنفسي بالكلام عنهم
هم من يحطمون آمالنا ويدوسون على مشاعرنا وأحلامنا نحن بالنسبة لهم لا شيء وكأننا لا نستحق البقاء لنشاركهم الحياة على هذا الكوكب وهم مع هذا كله لا يكلفون أنفسهم عناء إصلاح ما أفسدوه فلا يلملمون جراحاتنا ولا يمسحون دمعاتنا
نعم إنهم هم قساة القلوب
هم من يقفون أمام سعادتنا فتجدهم لها بالمرصاد وهم بالمقابل من يقفون مع الآمنا مشكلين لها الدعم الأكبر يقفون معها جنبا إلى جنب وأحيانا أخرى يقفون وحدهم أمامنا ليكونون كل الآمنا وأحزاننا
نعم إنهم هم قساة القلوب
هم من تركوا في أنفسنا ندوب عميقة لا يمحوها الزمن ولا يشملها النسيان تذكرنا بهم في كل آن وكانهم لا يريدون مفارقة خيالاتنا طوال الوقت هم من نذرف الدموع ليل نهار فقط لأننا عرفناهم يوما
نعم إنهم هم قساة القلوب
تهنا معهم وعجزنا بقربهم عن إجابة أسئلة كثيره
كيف نتعامل معهم ؟
كيف السبيل لارضائهم ؟؟
كيف نكون ممن يحبون ؟؟؟
متى يرحموننا من هذا العذاب ؟؟؟؟
لماذا كل هذا الكره بفي نظراتهم ؟؟؟؟؟
وكال ما زادت الأسئلة زادت علامات الاستفهام بجانبها وتبقى هذه الأسئلة في نهاية المطاف دون إجابة شافيه وإن وجدت فلا تبرر ما فعوله بنا وما قاموا به تجاهنا ونجدنا أمامهم من جديد محطمين مكسورين نلتمس الشفقة منهم ولكن لا حياة لمن تنادي تداعب الدموع أجفاننا دون جدوى لا حول لنا ولا قوه نذوي بصمت ونكتم آهاتنا لكي لا يفرحوا بما حققوه نلبس قناع القوه أمامهم ولكنه ما يلبث إلا أن يتهاوى ويذهب أدراج الرياح
نعم إنهم هم قساة القلوب