الموت والحساب (5)
- بعد المقدمة:
يوم الحساب يأتى الوزن بعد الحساب، المحاسبة لتقدير الأعمال والوزن لإظهار المقادير ليكون الجزاء بحسبها (بقدرها) . ويحرص الإنسان على أن يثقل موازينه ويستكثر من الحسنات ويخفف من السيئات قال تعالى (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) الأنبياء 47. (فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون - تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون) المؤمنون.
فماذا يوزن:
1- الأعمال تجسم وتوزن فتوضع فى الميزان، الدليل (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) متفق عليه.
2- الصحائف التى فيها الأعمال، والدليل حديث البطاقة (بالمعنى) يستخلص الله عز وجل رجلا من المسلمين على رؤوس الخلائق فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر سيئات ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتى فيقول لا يا رب فيقول رب العزة لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم اليوم فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله - فيقول ما هذه البطاقة مع السجلات فتوضع حسناته فى كفة وسيئاته تسعة وتسعون سجلا فى كفة أخرى فتثقل البطاقة.
العامل نفسه يوزن والدليل عبد الله بن مسعود رضى الله عنه صعد شجرة يجتنى الكباث (السواك) فجعل الناس يعجبون من دقة ساقيه ويضحكون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذى نفسى بيده هما فى الميزان أثقل من جبل أحد) وقال (إنه ليأتى الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة). قال تعالى (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا).
الخلاصة، العبد هو وحسناته وصحيفته فى كفة وسيئاته وصحيفته فى الكفة الأخرى.
هنا يدخل أهل النار النار آخر فرصة لهم فيساقون إلى النار يخاطبهم خزنة جهنم (إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذاب أليما).
وقال تعالى (كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ....).
وقال تعالى (أفمن يلقى فى النار خير أمن يأتى آمنا يوم القيامة) فصلت 40.
وقال تعالى (كلما دخلت أمة لعنت أختها....) الأعراف 38.
وقال تعالى (وسيق الذين كفروا إلى جهنم....).
لاحظ ألقى – سيق، المعنى الملائكة تحملهم وتلقى بهم فى النار أو يساقون كما تساق البهائم إلى النار.