الفرق بين أبدًا وقطٌ
يستعمل بعضنا لفظة "أبدا" في محلها وفي غير محلها .
[center]كأن يقول مثلا :
-
لم أتهاون في واجبي أبدا.هذا تعبير مضطرب ، و السليم أن يقول :
-
لم أتهاون في واجبي قط .وتعليل ذلك كما يلي :
أبدا :ظرف زمان للمستقبل .
قط:بضم الطاء و تشديدها : ظرف زمان للماضي الشاهد :
قال تعالى :
"
إنا لن ندخلهاأبداما داموا فيها " ، لاحظ ، وردت في سياق المستقبل .وقال تعالى أيضا : " ...فقل لن تخرجوا معي أبدا ..."
أما قطُّ فقد استعملها الفرزدق في مدح النفس الزكية :
ما قال "لا" قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم لاحظ ورودها في سياق الماضي " ماقال "
كما وظفها حسان بن ثابت في مدح النبي عليه السلام بهذين البيتين الرائعين :
وأحسن منك لم ترقط عيني ... و أجمل منك لم تلد النساءخلقت مبرأ من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء
خلاصة القول:أبدا للمستقبل من الزمن قط للماضي من الزمن
وعن هذا يقول الدكتور أحمد مختار عمر – رحمه الله تعالى- في معجمه القيّم: "الصواب اللغوي"" ذكر النحاة أنَّ "أبدًا" ظرف مُنَكَّر لتأكيد المستقبل،ويدخل في ذلك الماضي الممتد إلى الزمن المستقبل كقوله تعالى:<وَلَوْلافَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍأَبَدًا> النور/21،وتأتي في سياق النفي كما في قوله تعالى: <إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا> المائدة/24،
كما تأتي في سياق الإيجاب كما في قوله تعالى:<خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا> النساء/57،
أما الماضي المنتهي زمنه، فتأتي معه "قط".
غَيْرَ أنه يمكن تصحيح الاستعمال المرفوض "لم أفعل هذا أبدًا" اعتمادًاعلى ما أثبتته اللغة من معاني "الأبد"، وهو الزمن الطويل، هذا فضلا عنإجازة مجمع اللغة المصري لهذا الاستعمال.
===================الفرق بين مازال، ولازالهناك من لا يفرق بين التعبيرين ، و يستعملهما لمعنى واحد أي : النفي .كأن يقول : لازال عمر مريضامازال عمر مريضا والواقع أن اللام النافية إذا دخلت على الماضي جعلته يحمل معنى الدعاء لا الخبر .
فالذي يفهم من التعبير الأول " لازال عمر مريضا" أن المتحدث يدعو على عمر بأن يستمر مريضا .
على منوال قولنا :
لا فُُضَّ فوك ، لا شُلت يمينُه ، لا نامتْ أعينُ الجبناء ...إلخوقد وظف ذو الرمة " لا زال " بمعنى الدعاء في قوله :
ألا اسلمي يادار مي على البلى ... ولازال منهلا بجرعائك القطر
لها بشر مثل الحرير ، و منطق ... رخيم الحواشي : لا هراء ، ولا نزر
فهو يدعو لدار سلمى بأن يستمر القطر - الغيث - منهلا على رملها كعادة العرب قديما .
تنبيهإذا أريد للام الداخلة على الماضي أن تكون للنفي كررتفي مثل قولنا :
لا شرب ولا أكل ، لا صام ولا صلى ، لا سمع ولا وعى ...إلخخلاصة القول لازال تفيد الدعاء مازال تفيد الإخبار
وقال أ.د. أحمد مختار عمر (رحمه الله) في "معجم الصواب اللغوي"" إذا أُريد نفي الفعل الماضي، فالفصيح نفيه بـ "ما"، ولايصح استخدام "لا" إلا إذا:
1)
) تكررت، كما في قوله تعالى: <فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى> القيامة/31،2) ) أو كانت معطوفة على نفي سابق كقولهم: ما جاء الضيف ولا اعتذر.
-
وإذا نُفي الفعل الماضي بـ "لا" في غير هاتين الحالتين فإنها تفيد الدعاء، كما في قوله تعالى: <فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ> البلد/11.
-
ومن الممكن إبقاء حرف النفي "لا" بعد تحويل الفعل الماضي إلى المضارع، كما في المثال الثاني.
-
وأجاز بعض العلماء دخول "لا" على الفعل الماضي في غير الحالتين السابقتين لوروده في الشعر، كقول الشاعر:وأيّ خميسٍ لا أتانا نهابُهومن ثم يمكن قبول المثال المرفوض============================إذنْ أم إذاً ؟كتب أحدهم: إنْ زرتني إذنْ أكرمَك. والصحيح يجب أن نكتب إذًنْ، لأن من شرط"إذنْ" الناصبة أن تكون في صدر الجملة ومتصلة بالفعل. على هذا فلفظ هذهالكلمة بالصورة الصحيحة يمكن أن تلاحظه من خلال هذه الجمل: قال لي: سأقدملك هدية... قلت له: إذنْ أشكرَك. وهناك من يجعل (إذنْ) للناصبة، بينما (إذًا) لغير الناصبة...
أما المبرِّد فيود لو يكوي يد كل من يكتبها بالألف ؛ إذ يقول : " أشتهىأن أكوي يد من يكتب إذنْ بالألف، لأنها مثل أن ولن ولا يدخل التنوين فيالحروف" – انظر: الجنى الداني في حروف المعاني لابن أم القاسم المرادي، ص 11.
ويضيف المؤلف المرادي: ".... فإن ألغيت كتبت بالألف، لضعفها، وإن عملتكتبت بالنون.وقال صاحب رصف المباني: "والذي عندي فيها الاختيار أن ينظر،فإن وصلت في الكلام كتبت بالنون، عملت أو لم تعمل، كما يفعل بأمثالها منالحروف.، وإذا وقف عليها كتبت بالألف، لأنها إذ ذاك مشبهة بالأسماءالمنقوصة، مثل: دمًا، ويدًا. والله أعلم ".رُسِمتْ هذه الكلمةفي المصحف بالألِف، هكذا: (إذاً). ولكن رَسْم المصحف لا يقاس عليه، كمايقول صاحب (جامع الدروس العربية) الشيخ مصطفى الغلاييني، الذي يقول أيضاً: إن ((الشائع أن تكتب بالنون)). والمازنيّ والمُبرِّد يكتبانها نوناًويقفان عليها بالنون، مثل: لن. وقد أوردها (المعجم الوسيط)، الذي أصدرهمَجْمع اللغة العربية بالقاهرة، بالنون: إذنْ!
وياريت نكون استفدنا واليكم أطيب التمنيات وأرقها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]