كيف تصطاد "ليان" الشباب الفلسطيني عبر "الفيس بوك"
]لا تنفك محاولات العدو الصهيوني في التجسس على المقاومة الفلسطينية من منطلق الخطر الذي تستشعره على الدوام من قبلها, وتسعى بكل جهدها لتجنيد عملاء على مختلف الصور وبمهام مختلفة، وفي حال فشلها من تحقيق ذلك فإنها تسعى بشتى الطرق إلى حرف المجاهد عن طريق المقاومة مستخدمة معه كافة الإغراءات .
كل شيئ مباح
"ليان" ضابطة تعمل في "جهاز الأمن الصهيوني المعروف بــ"الشاباك"، مهمتها الرئيسة التواصل مع بعض الشباب الفلسطيني الذي وقع عليهم الاختيار، بعد دراسة مستفيضة عنهم، ومتابعة متواصلة، واستكمال كافة الملفات المتعلقة بأدق تفاصيل حياتهم، ومؤخراً عكف جهاز الأمن الصهيوني على استخدام موقع التواصل الإجتماعي “الفيس بوك” وتويتر وغيرها من مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعي التي تملأ الشبكة العنكبوتية، وإن كان “الفيس بوك أشهرها” لنسج خيوطه للإيقاع بالشباب الفلسطيني الذي يرى في الشبكة العنكبوتية واحة للتواصل مع العالم الخارجي .
لم يدم الوقت طويلاً على “ليان” التي تتقن اللغة العربية والانجليزية سرعان ما تم اختيارها من قبل قادتها للتواصل مع الشاب الفلسطيني “وسام” الذي وقع الاختيار عليه بعد دراسة مستفيضة استعان خلالها العدو بعملائه لجمع كافة المعلومات عن هذا الشاب الطامح لحياة يتمناها كل شاب فلسطيني، الذي لم يتردد بقبول طلب إضافة “ليان” إلى صفحته على الفيس بوك في حوار مقتضب دار بينهما بعد الموافقة على طلب الصداقة .
ليان: أشكرك على قبول طلب صداقتي .
وسام: أنت بتشرفي صفحتي بتنوري .
ليان: أنا فلسطينية أعيش مع عائلتي في مدينة “يافا”.
وسام: عروس فلسطين .. من لا يعرفها.
ليان: وأنت ..؟
وسام : من غزة الصامدة.
ليان: أحلى شباب غزة .
وسام: خجلتيني.
ليان: إحنا بنحب غزة كتير .. لأنها رمز كل فلسطيني حر.
وسام : صحيح كلامك .. بس إحنا في سجن كبير.
ليان : بعين الله … قلوبنا معكم.
وسام: يسلملي قلبك.
ليان :أشكرك .. لكن مضطرة للمغادرة الآن .
وسام: أرجو أن لا أكون أزعجتك.. لا أبداً .. سأراك لاحقاً.
هكذا تأكد لجهاز الأمن الصهيوني أن “وسام” جاهز للاصطياد، وبعد ثلاثة أيام تطل “ليان” على صفحتها، فيما “وسام” الذي لم يغادر صفحة الفيس بوك لساعة واحدة طوال تلك الأيام، وهو يرسل الرسائل، وباقات الزهور للضيفة الجديدة “ليان” يبادرها بالسؤال، ما سر غيابك ..؟، كأنه يعرفها من زمن، فترد عليه، بكلمات بسيطة، أن آسفة جداً لم أتمكن من الاتصال بك، لقد وقع لي حادث سير أثناء ذهابي إلى العمل، “وسام” يظهر قلقه، ويسألها عن إصابتها، فترد عليها أنها مجرد خدوش بسيطة.. ” وسام ” : الحمد لله.
ليان: ممكن احصل على رقم جوالك لأتواصل معك “وسام”: بكل سرور ويكتب رقم جواله .. هكذا دخل “وسام” بكل سلاسة في وكر الشاباك من حيث لا يدري.
وبدأت الأمور تأخذ بين “وسام” و “ليان” أبعاد ومناحي أكثر انحلالاً، فيما “وسام” يظن في قرارة نفسه أن ” ليان قد هامت به حباً وعشقاً .. كانت “ليّان” تعد مع قادتها في جيش الاحتلال الخطة النهائية للإيقاع بالعاشق الولهان ” وسام” .
الاستدراج المعسول
كانت “ليان” حسب المعلومات التي حصل عليها جهاز الأمن الفلسطيني من المقربين من “وسام” لا تتردد في الخوض معه في كثير من التفاصيل التي تتعلق بالمقاومة إلى جانب الحديث الحميم عن الحب والعشق الممنوع، وبحكم عمل ” وسام” في احد المجموعات المقاومة للاحتلال لم يتردد ثانية بالبوح لها عن كافة أسراره وأسرار المجموعة التي يعمل بها.
وأرادت “ليان” من خلال زيادة جرعة الإيهام لـ “وسام” أنها تحبه ولا تستطيع العيش بدونه وأنها دائمة القلق عليه، نظراً لأن الأوضاع في قطاع غزة يشوبها الخطر الشديد بسبب الاحتلال، إلا أن “وسام” كان يطمئنها بأنه يقطن بعيد عن مناطق الاحتكاك.
“وسام” الذي بدأ يتعلق بـ “ليان” لم يخفِ علاقته بها أمام المقربين منه، حتى وصل الأمر إلى احد أصدقائه العاملين في مجال الأمن، الذي حذره من الاستمرار في علاقته مع تلك الفتاة “ليان” كاشفاً له حقيقتها، إلا أن “وسام” الذي وصلت علاقته بها إلى درجة الانكشاف عبر الكام، وقضاء أجمل الأوقات مع تلك الفتاة حتى ساعات الفجر الأولى .
نصب الفخ الأخير
في أحد الأيام “ليان” تجري اتصال بـ “وسام” على غير عادتها في ساعات الظهيرة، وبعد دقائق من الحديث المعسول، تعرض عليه إمكانية القدوم إليها، ليعيش معها وأمها، وخاصة أن والدها تركهما وحيدتان في هذه الدنيا القاسية..”وسام” الذي أعجب بالفكرة ، فأجابها على الفور لكن كيف ..؟، “ليان” لدي خال يعمل في التجارة، وهو اخبرني أنَّ لديه علاقات متينة، مع ضباط في جيش الاحتلال يعمل على الحدود، وأنهم مستعدون لخدمته مقابل عشرة آلاف شيقل.. “وسام” لكني لا أملك هذا المبلغ ، “ليان” لا تقلق خالي يحبني كثيراً ، ولن يبخل علي بهذا المبلغ البسيط، واعتبره دين بإمكانك أن تسده في شهر واحد حين حضورك إلى “يافا”، “وسام” سعد بهذا الخبر، وأبدى رغبته الشديدة بالسفر لأنه مشتاق إليها.
وبدأ “وسام” يحلم في اللحظة التي سيصل فيها إلى ابنة يافا “ليان” التي شغفته حباً .. ولم يستمر حال “وسام” طويلاً، فسرعان ما تلقى رسالة من “ليان” تخبره فيها أن خالها رتب كافة أمور انتقاله من قطاع غزة عبر السياج الأمني إلى داخل فلسطين المحتلة، وأنها وإياه سينتظرانه في منطقة قريبة من السياج الأمني في يوم السبت القادم الساعة الرابعة فجراً .. طالبةً منه عدم أخبار احد لأن كشف هذا الأمر يمكن أن يعيق لقائهم المحموم … ”وسام” بدأ تجهيز نفسه للسفر إلى حبيبته .. وقام بوداع والديه وإخوانه ووعدهم حين وصوله برغد العيش طالباً منهم إبقاء الأمر في غاية السرّية .. حتى جاءت لحظة الصفر .
اصطياد الهدف
وانطلق “وسام” إلى المكان الذي حددته له “ليان” ليجد جيب صهيوني ينتظره .. وما أن وصل حتى خرج أحد الضباط الصهاينة مرحباً بـ “وسام” .. قائلاً له .. هلا يا بطل ..”وسام” الآن معتقل في سجون الاحتلال بتهمة مقاومة الاحتلال بعد أن رفض بشدة قبول عرضهم العمل لصالح الاحتلال كخائن للوطن والدين.