[size=12][size=16]1)- في وصف الجنة:-
فسبحان من غرست يداه جنة الفردوس عند تكامل البنيان
ويداه أيضا أتقنت لبناتها فتبارك الرحمن أعظم بان
لما قضى رب العباد العرش قال فتكلمي فتكلمت ببيان
قد أفلح العبد الذي هو مؤمن ماذا ادخرت له من إحسان
فيها الذي والله لا عين رأت كلا ولا سمعت به الأذنان
كلا ولا قلب به خطر المثال له تعالى الله ذو السلطان
2)- في وصف أدنى أهل الجنة منزلا:
هذا وأدنهم ومافيهم دني إذ ليس في الجنات من نقصان
فهـو الـذي تـلـقى مـسافة مـلكـه بـسنيننا ألـفـان كاملـتان
فيرى بها أقصاه حقا مثله رؤيته لأدناه الـقـريب الـدان
أوما سمعت بأن آخرأهلها يعطيه رب العرش ذى الغفران
أضعاف دنيانا جميعا عشرة أمثال لها فسبحان ذى الإحسان
3)- في وصف أهل الجنة:-
ألوانهم بيض وليس لهم لحى جعد الشعور مكحل الأجفان
هذا كمال الحسن في أبشار هم وشعـورهم وكـذلك العـينان
ولـقـد أتى أثـر بأن لـسانهـم بالمنطق العربي خـير لسان
4)- في وصف أنهار الجنة:-
أنهارها في غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان
من تحتهم تجري كـما شاءوا مفجرة وماء النهر من نقصان
عـسـل مـصـفى ثـم خـمـر ثـم أنـهـار مـن الألـبـان
مـن خـمـرة لـذة لـشاربـهـا بلا غــول ولاداء ولانـقـصـان
5)- في وصف أشجار الجنة:-
وثـمـارها مافـيـه مـن عـجـز كأمثال القلال فجل ذوالإحسان
وظلالها ممدودة ليست تقي حـرا ولاشـمـسـا وأنى دان
أوما سمعت بظل أصل واحد فـيه يـسـيـر الراكـب العجلان
مئة سنينا قدرت لاتـنـقـضي هذا الـعـظـيم الأصل والأفـنان
6)- في وصف طعام أهل الجنة:-
وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم ولحوم طير ناعـم وسـمان
وفاكهة شـتى بحسب مـناهم يا شبعة كملت لذى الإيمان
لحم وخمر ونساء وفواكه والطيب مع روح ومع ريحان
وصحافهم ذهب تطوف عليهم بأكـف خـدام مـن ولـدان
يسقون فيها من رحيق ختمه بالمسك أوله كمثل الثان
وشرابهم من سلسبيل مزجه الكافور ذاك شراب ذى الإحسان
هذا شراب أولى اليمين ولكن الأبرار شرابهم شرابهم شراب ثان
يدعى بتسنيم مناهم شربهم شرب المقرب خيرة الرحمن
هذا وتصنيف المآكل منهم عرق يفيض لهم من الأبدان
كروائح المسك الذي مافيه خلط غيره من سائر الألوان
لا غائط فيها ولا بول مخط ولا بصق من الإنسان
ولهم جشاء ريحه مسك يكون به تمام الهضم للإحسان
ولباسهم من سندس خضر ومن استبرق نوعان معروفان
7)- في وصف رؤية أعلى النعيم، وهو" الله":
أعلى النعيم نعيم رؤية وجهه وخطابه في جنة الحيوان
وأشد شيء في في العذاب حجابه سبحانه عن ساكن النيران
وإذا رآه المؤمنون نسوا الذي هم فيه مما نالت العينان
فإذا توارى عنهم عادوا إلى لذاتهم من سائر الألوان
فلهم نعيم عند رؤيته سوى هذا النعيم فحبذا الأمران
والله مافي هذه الدنيا ألذ من اشتياق العبد للرحمن
وكذاك رؤية وجهه سبحانه هي أكمل اللذات للإنسان
أو ماسمعت بأنه سبحانه حقا يكلم حزبه ببيان
فيقول جل جلاله هل أنتم راضون قالوا نحن ذوا رضوان
أم كيف لا نرض وقد أعطيتنا مالم ينله قط من إنسان
فيقول أفضل منه رضواني فلا يغشى منكم سخط من الرحمن
أو ماسمعت منادي الإيمان يخبر عن منادي جنة الحيوان
ياأهلها لكم لدى الرحمن وعد وهو منجزه لكم بضمان
قالوا أوما بيضت وجوهنا وكذا أعمالنا ثقلت بالميزان
وكذاك قد ادخلتنا الجنات حينما أجرتنا من مدخل النيران
فيقول عندي موعد قد آن أن أعطيكم برحمتي وحناني
فيرونه من بعد كشف حجابه جهرا روى ذا مسلم ببيان
- الختام:-
وختاما ياراغبا في الجنان وطالبا رضى الرحمن
لوكنت تدري من خطبت ومن طلبت بذلت ماتحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلت السعي منك لها على الأجفان
ولقد وصفت طريق مسكنها فإن الرمت الوصال فلا تكن بلا الوان
أسرع وحث السير جهدك فإنما مسراك هذا ساعة الزمان
فاعشق وحدث بالوصال النفس وابذل مهرها مادمت ذا إمكان
واجعل صيامك قبل لقياها ويوم الوصل يوم الفطر من رمضان
واجعل نعوت جمالها الهادي،وسر تلقى المخاوف وهي ذات أمان
الله يجعلنا واياكم من اهل الدرجات العلى في الجنان [/size][/size]