لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ
لَمَا افتَرَشتُ في الطُرقاتِ ظِلَّي
أَوْ رَقَصت فوق أرصفة التَباكي
أهذي كالمجنون مبعثرة الخطى
انزف في الركن حزني
ناسياً لون الكرى
*
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ
لَمَا تبعثرت أشلاء أشلائي محطمة الأمواج فوق نحري
أوبتُ انقش الأوجاع همسا ناعما
اتلوه كالصلوات في محراب شعري
أو أرسم الأوهام حلما
فوق آهات المدى
ينزفه حرفي
*
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ
لَمَا رحلت في مدار الأفق سعيا ارتمي فوق اغترابي
أتبع الأحزان أجثو في عذابي
ليت أني قد طمرت بين أشلاء الأحبة
أجرع حر القيامة
ليت أني اشتعلت في حطامه
*
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ
لأثنيت السماء كل وقتي راجيا ربي ليمنحه السلامة
أو صرت كالرهبان اجري في الربا
أحصن الأسوار حرزا من دعائي
كي يجوب الحب نورا في سمائه
حافلا بالأمن آية
*
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ
لصرت في رأس المخاطر
احفر العدل بقانون السماء
احتويه كل أنواع المحاذر
اشرع الحق نظاما عن لسان البائسين
في ثغر ثائر
*
لَوْ كََانَ لِيْ وَطَنٌ يلملم دمعتي الحيرى
يخيط تفتقي الكبرى
يرمم صلب آلامي
لَمَا أسبغ الوجع يسري في رصيفي
يشعل النيران حين يرويني السحاب
*
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ
لصرت همسة تغفو على ثغرِ اليتامى
لحظة الغيث على خد الجراح
لارتميت فوق صدر النهر
اغسل الأشجان
ارويه ارتواء
لاحتضنت الأرض ادفني هناك
*
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ
لأخبرته كيف أني العق الحزن نديا في الشظايا
أركُضُ المجهول دهرا
لا أجدني غير أسراب طيور إذ تحوم لا نهاية
أمشي والمجهول بعضي
قد يدور في فصولٍ قشرت منه البداية
*
لَوْ كَانَ لي ركنٌ بسيطٌ منك يا وطني الجريح
يقبل كومة عظامي في رباه
كي أجوب في هواه
ارتئي ما يرتئيه منه حظي
ليس اكبر
وأجاري طيف ظلي
واقرُ الوهم بالوهم يقينا
و أجوب في ترابي
وايمم منه وجهي
و أغطي الطين جسمي
ساكنا نحو السماء
خذني فيك يا حبيبي
قبل أن تجرفني ألواح اغترابي
في ديار الغرباء
خذني قطعني حروفا
فوق أشلاءك أنحتني
ف ل س ط ي ن