سبب نزول المعوذتين قصه لبيد بن الاعصم الذي سحر رسول الله صلى الله عليه
وسلم في مشط ومشاطة وجف-قشر الطلع- طلعة ذكر ووتر معقود فيه احدى عشر عقدة
مغروز بالابر.فانزلت عليه المعوذتان, فجعل كلما قرا آية انحلت عقدة ووجد في نفسه خفة
صلى الله عليه وسلم حتي انحلت العقدة الاخيرة فقام فكأنما نشط من عقال.
( الفلق) : قال ابن عباس الفلق الصبح كقوله (فالق الإصباح) وفي امثال العرب:
هو ابين من فلق الصبح.
قال المفسرون: سبب تخصيص الصبح بالتعوذ ان انبثاق نور الصبح بعد الظلمة
كالمثل لمجئ الفرج بعد شدة, فكما ان الانسان يكون منتظرا لطلوع الصباح فكذلك
الخائف يترقب مجئ النجاح.
( من شر ما خلق) اي من شر جميع المخلوقات من الانس والجن والدواب والهوام
ومن شر كل مؤذ خلقه الله تعالى.
( ومن شر غاسق إذا وقب) اي من شر الليل اذا اظلم واشتد ظلمه فان ظلمة الليل
ينتشر عندها اهل الشر من الانس والجن ولهذا قالوا في المثل( الليل اخفى للويل).
قال الرازي: وانما امر ان يتعوذ من شر الليل لان في الليل تخرج السباع من اجامها
والهوام من مكانها ويهجم السارق والمكابر ويقع الحريق ويقل فيه الغوث.
( ومن شر النفاثات في العقد) اي من شر السواحر اللواتي يعقدن عقدا في خيوط
وينفثن فيها ليضروا عباد الله بسحرهن ويفرقو بين الرجل وزوجه( وماهم بضارين
به من أحد إلا بإذن الله).
( ومن شر حاسد إذا حسد) اي من شر الحاسد الذي يتمنى زوال النعمة عن غيره
ولا يرضى بما قسمه الله تعالى له.
فضل المعوذتين
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
اذا اوى الى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرا( قل هو الله أحد) والمعوذتين,
ثم مسح ما استطاع من جسده , يبدأ براسه ووجهه وما أقبل من جسده , يفعل ذلك
ثلاثا)
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين
تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شئ) رواه احمد والترمذي والنسائي عن عبد الله
بن حبيب رضي الله عنه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ياعقبة الا اعلمك خير سورتين قرئتا: قل
اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس ياعقبه اقراهما كلما نمت وقمت ما سال
سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما) رواه احمد والنسائي والحاكم عن عقبة رضي
الله عنه.