الحب اهات واهات

في يوم من الأيام تحابا شخصان وشاء القدر ألا يفترقا وجمع بينهما الحب....
تعاهدا على الحب والاحترام إلى أخر الحياة وألا يفرقهما سوى الموت....
تعاهدا ألا يعكر صفو حياتهما الغدر أو الخيانة...
وذات يوم...
أرادت الحبيبة أن تهدى حبيبها وردة حمراء...
تبثه مع الوردة حبها...
نعم....
وردة حمراء بيديه وتهمس له *أحبك* من كل قلبي...
استعدت وذهبت وبدت وكأنها زهرة ندية...
أميرة ذاهبة للقاء أميرها مع غروب الشمس وسط الخضرة وجمال الطبيعة...
وذهبت إليه...
نعم ذهبت وقلبها ينبض بالفرحة والحب...
فرحة بلقاء من احتل قلبها وأسره حبها...
بالحب والشوق للقاء ...
أرادت وأرادت وتمنت...
وأمنت نفسها بلقاء ولا أجمل..
نعم ..
إنه الحب الذي جمع قلبيهما...
نعم...إنه الحب ولا غير...
وذهبت...
أرادت أن تصل مسرعة إليه...
أرادت أن تأخذه بين ذراعيها من شدة شوقها...
أرادت أن يسرع الزمن ويمر و تجد نفسها بين يديه واقفة وفى أحضانه مرتمية..
وها قد مر الزمن وأصبحت أمامه واقفة...
ويا ليت الزمن ما طاوع قلبها ولا مر سريعا...
هالها ما رأت...
أزعجها ما وجدت...
انتفض قلبها بين ضلوعها فزعا...
تمنت لو أن قدميها لم تأتى ..
لو أن قلبها لم يدق ويرد اللقاء..
تمنت لو أن الأرض قد انشقت وابتلعتها من أمامه..

*يا إلهي ... يا إلهي...ماذا أري...؟!! ,
و كأني أحلم ... لا بل يا له من كابوس فظيع...,
لماذا...؟!!
و...........*

توقف اللسان عن النطق وتكلمت العيون...
ماذا وجدت..؟!!
وجدته يقبلها...
نعم يقبلها...
امرأة أخري...نعم... امرأة أخري...
كادت أن تقع الوردة الحمراء الشاهدة علي حبها من يدها لو أنها شدت قبضتها عليها...
و...
أرادت البكاء ولكن أبت أن تنزل دموعها أمام امرأة أخرى...
ولكن ...
حبها وحزنها ...
ألمها وجزعها... كان أقوي من حبس دمعتها...
نزلت ولكنها أخفت عيونها عنه...
هو.......
هاله ما فعل بقلبها...
أفزعه ما دمره من سعادتها ...
نظر إلى ما بيدها وعندما رأى الوردة عرف ما كانت تنوى فعله...
نظر إلى عينيها .....
امتنعت الألسن عن الكلام....
وتحدثت العيون...

وما أعظم حديث العيون...
وما أقوي الصمت بعتاب العين...

عذرا أيها اللسان قالعين تتكلم والقلب مترقب يتألم....

*حبيبتي اعذري نفسا ضعفت ...
اعذريني...
فكم أحبك.....
يا إلهي ماذا أفعل كي أكفر عن ذنبا اقترفت ...
عن ضعفا جعلته ملكا وسلطانا على قلبي...
عن إهمالي لرفض قلبي لتملك هذا الضعف من نفسي....؟!!
حبيبتي ....
اعتذر عن جرحي لكي ...
اعتذر عن تجاهلي لقلبي حتى ولو لثواني,..
اعتذر ... اعتذر ... اعتذر...
سامحيني حبيبتي...
أحبك حقا من كل قلبي....
كم أحبك...*

*حبيبي ...
أحبك من كل قلبي...
آه لو تعلم كم كنت ومازلت مشتاقة ل رؤيا ك ....
كم كنت مشتاقة لأرتمي بين أحضانك....
نعم...
أتيت مشتاقة متلهفة ...
ولكنك...
يا إلهي...
وكأن قلبي طعن بسكين....
لا... ليس أنت من أحببت...
قد تشبهه شكلا ...لكن قلبا ...لا
لا...لا...لا...
لماذا..........؟!!*

نظرت إليه نظره أخيرة , وضعت الوردة الحمراء بين يديه ثم قالت:

(أعطها لحبيب قلبي عندما يعود ...)

ثم ولت مسرعة خارجة مهرولة تحمل أذيال الخيبة وضياع الأمل في حسن اللقاء...
ظل ساهدا شاردا وترقرق الدمع بعينيه...
نظر للوردة وقال : كم أحبـــــــــــــــــــــــها...

هرول خارجا خلفها ...
ناداها وجري خلفها...
وقفت ونظرت خلفها...

جثي على ركبتيه بين يديها وقال:
*أحبكي , واعتذر
أسف علي ما سببته لكي حبيبتي من ألم ...
لا أستطيع الحياة دونك...
أرجو منكي السماح ...
اغفري لحظة ضعفي فليس في قلبي سواكي...
ولم ينبض قلبي لسواكي...
أحبــــــــــــــــك.......و......... اعتذر *

تأملته والدموع تسيل علي خديها و مدت يديها إليه وقالت :


*انهض ولا تنحني...
انهض وقف شامخا ...
ولا تجعل أحد يذلك أو يهينك...
ولا تذل لأحد حتي لو كنت أنا...
من يحب لا يذل من أحب أبدا...
وأنا حقا أحبك...
أنت نبض قلبي...
أنت حياتي...
ولكن ما وجدته.....
في اعذرني...
اني سامحتك ..
سامحت غفلتك ولحظة ضعفك ...
ولكن لن أنسي سريعا...
ولكن تأكد
انتظر عودتك كما كنت...
كما أحببتك...
ستجدني واقفة في انتظارك...
عندما تعود كما أحببتك ستجدني حيث تعرف...
انتظرك ومع طلعة شمس يوم جديد ادعي ربي أن تعود سريعا إلى قلبي...
مع طله القمر لليل طويل اوصيه كي يراك ويطمئن قلبي عليك...
مع نسمات خفيفة تأتي أحملها سلامي و شوقي إليك...
سأنتظرك...*


وتركته راحلة...
وانهمرت الدموع من كليهما.....

أرجعت نظرها للخلف ورأته ...
ونظرا لبعضهما نظرات شوق وعتاب...
و.........
ذهبت...

ندم أشد الندم وانهمرت دموعه ودموعها في صمت ...
وانتظرته...
ولكن ليس طويلا...
ذهب إليها شاحبا ...
وقف بين يديها وبكي...
وبكت هي ...
وتلاقت العيون...
وانتصر الحب..
تشابكت الأيدي..
وارتمي كل منهم في أحضان الأخر وبكوا..
بكاء بفرحة اللقاء...
بكاء بعودة الحب ونسيان الألم...