أشرعة ملطخة بالألم
يقال:
كلما أزداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب
،،
،،
ففي ذلك اليوم الذي تحطمت الأماني وتمزقت أحلامي وخسرت كل أوراقي
ذهبت إلى حيث البحر..
والشمس تلقي نظرة حانية تودع الأرض لمغيبها
والبحر يتألق أمام عيناي
أمواجه الهادئة تحدق بي وكأنها تستحثني أن أبوح لها بما في أعماقي
جلست على طرف صخرة
فقفز صوتها من الذاكرة
تعيد لي حنيني وألم فراقها
فدارت في أفكاري تساؤلات مشبعة بالألم
كيف سمح قلبكِ أن يجد شرخا في جدار علاقتي بك..؟
وجدت البحر قد غاصت ملامحه ثم تطفوا مرة أخرى
وكأنه يتنفس ويجمع حروفا كثيرة ليواسي بؤسي
فهدأت قليلا ثم عادة أنثاي لتوثق المبيت في خيالاتي
فحادثتها كعادتي بحدود خيالي:
جلست أمامي هادئة كما عرفتها
نشر الصمت أشرعته حولنا
نظرت إليها وقلت:
عيناكِ يهما حديث صامت جريح أوقف بوحا على شفتي
كسرت الصمت قائلة:
ذات نهار استيقظت على صباح يحمل في عينيه نظرة غامضة
وعلى شفتيه كلمات لغة لا أفهمها..
وعندما فهمت كان الجرح يقتل كل الأماني
ويلفظ ملامحك خارج قلبي وذاتي
فقلت: نعم
كان ذلك كافيا ليدمي نهاراتي
وينثر الوحشية ولغربة حول مساءاتي
شعرت بأن صورا كثيرة تتهاوى
وانتهى كل شيء بيننا
فأكملت بصوت تخنقه دمعة تمردت على عينها
أبتعد عن أسوار مدينتي الحالمة، عن نوافذي
لن ترى خيالا يتحرك خلف ستائر غرفتي ينتظر قدومك مع ذلك الطريق
ويكتب لك أعذب الكلمات
ستجد ستائر مسدلة ساكنة
/
/
ولفظتني إلى أزمنة الألم
إلى مساحات اللاحب
إلى عتمة ذلك الطريق الذي شعرت أنه يرفض خطواتي
صحوت من خيالي وأنفاسي تأكل بعضها
نظرت إلى البحر بمد البصر
نهض خيالي ثانيةَ واستكمل حديثي
سأرفع أشرعتي
وسأرحل كما أردتي
إلى البعيد البعيد
بحلم أبتل ذات مساء
بمفراتكِ العذبة
ولن أتذكر سوى تلك العبارة التي اختصرت بها شعورا كالياسمين
((ستبقى الدفء الذي ألجأ إليه عندما تحيط بي الأزمنة والقلوب الجليدية))
سأترك مرارة الجرح يذوب بين الأمواج
وأقيم عهدا أقوى من جنون الأمواج
/