لماذا الذل والخضوع !..
لماذا الأسي والحزن والدموع !..
لماذا أضيع ؟ لماذا الظلام ؟..
لماذا لا أري وأنا أحملُ نور الشموع !..
أنا كشجرة هاجرها الثمار..
أعشاشها خالية على كل الفروع !..
لماذا أظل هكذا غائباً مسافراً..
و محى الدمع أثري..
و فقدت طريق الرجوع !..
لماذا؟..
لماذا نسيت اللغة والكلام ؟..
لماذا لا أستطيع مكالمة البشر..
لماذا أسهر أضحك وأبكي؟..
أسأل ويسائلني القمر..
ذات ليلة سألته لماذا ؟..
فصمت وأشار إلى القدر..
صمت وسالت دموعه..
وانسكبت من عيون المطر..
واختبئ مني القمر وراء الغيوم وتركني وحيداً..
آه ياقلب الكل تركنا وهجر..
ولازلت أبكي و لماذا ؟..
فلازمت أوراقي الرقيقة البيضاء..
علّ السطور تصبح لجرح السؤال دواء..
دب السكوت في كل سطورها..
ولازال يعلو فوقها صوت البكاء..
و لماذا؟..
صوتي يتبدد ويذهب في عمق السكون هباء..
آه ياقلب هاجروا أراضينا..
تركونا نحزن وحدنا وزادونا شقاء..
تائهين نبكي ونذبل في أراضينا الخلاء..
لماذا؟ وبت لا أقوى على الصراخ..
فيا قلب..
كف عن السؤال وكن على حالي شفيق..
كف عن إخراج الآهات من صندوق الحزن العتيق..
حسبك يا قلب..فلقد بات الألم بحروفي لصيق..
والحزن سال من القلم وأصبح بين السطور طليق..
ولقد مات الفرح ورقد في بحر الدموع غريق..
وأشعل اليأس ناراً وأنشب في كل أوراقي حريق..
بردت شمس الأمل ولم يعد لأملها بريق..
إرض على قدرك ياقلب..
فأنا وأنت من الغرباء..
وكن مكان بنور الرضا والإيمان يليق..
كم عذبتني يا قلبُ..