منتدى جامعة الأقصى

تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 837438
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

يشرفنا دخولكم على هذا المنتدى
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 61195 شكراتفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 61195
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 3390 ادارة المنتدي تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 3390
منتدى جامعة الأقصى

تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 837438
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

يشرفنا دخولكم على هذا المنتدى
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 61195 شكراتفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 61195
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 3390 ادارة المنتدي تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 3390
منتدى جامعة الأقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا و سهلا بك يا ツزائر نورت منتدى جامعة الأقصىツ
 
الرئيسيةجامعة الأقصىأحدث الصورخدمات الطلابالجامعة في صورتفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Spktsإرسال استسفار للمديرتقدم بشكواك هنا وسنقوم بالرد عليك برسالة بريد الكترونيالتسجيلدخول
...



 More Twitter Facebook
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تحدث مع إدارة المنتدى
عندما تكون الأيقونة
 باللون الأخضرأكون متواجداً
بإمكانك النقرعليها لمحادثتي
إذا كان لديك استفسار
 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
صندوق الشكاوي
إذا كان لديك
شكوى ضعها
لنقم بالاجابة
عليها
المواضيع الأخيرة
» عذراً لكل من اخطأت بحقه .. دعوة للتسامح أعتذر لكل من أخطأت بحقه بقصد أو بغير قصد
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالخميس 19 أغسطس 2021, 9:43 pm من طرف نــدى الأيـــااااااام

» الدكتور : غازي ابو خماش .
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالأربعاء 09 يونيو 2021, 2:37 pm من طرف noor maha

» دور الانترنت في تطوير البحث العلمي
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالثلاثاء 02 فبراير 2021, 2:01 pm من طرف noor maha

» دور الانترنت في تطوير البحث العلمي
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالأحد 31 يناير 2021, 2:54 pm من طرف noor maha

» دور الإنترنت في تطوير البحث العلمي
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالخميس 17 ديسمبر 2020, 2:54 pm من طرف noor maha

» دروس في قواعد اللغة الانجليزية لكل المستويات
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالأحد 04 ديسمبر 2016, 11:25 pm من طرف ميوسة الملفوح

» دورالتربية العربية في مواجهة الفكر التربوي في إسرائيل
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالسبت 30 يناير 2016, 4:07 pm من طرف dr.ahmed

» التربية الإسلامية في مواجهة التحديات
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالسبت 30 يناير 2016, 3:19 pm من طرف dr.ahmed

» دور التربية في تصحيح مفاهيم العولمة
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالجمعة 29 يناير 2016, 5:26 pm من طرف dr.ahmed

» الإنترنت ودوره في تطوير البحث العلمي
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالثلاثاء 26 يناير 2016, 10:50 pm من طرف dr.ahmed

» التربية الإسلامية وتحديات العصر
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالإثنين 25 يناير 2016, 9:46 pm من طرف dr.ahmed

» معالم التغير التربوي لدي سيد قطب من خلال كتاباته
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالإثنين 25 يناير 2016, 9:09 pm من طرف dr.ahmed

» الإنترنت ودوره في تطوير البحث العلمي
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالسبت 23 يناير 2016, 10:50 pm من طرف dr.ahmed

» الإنترنت ودوره في تطوير البحث العلمي
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالسبت 23 يناير 2016, 9:49 pm من طرف dr.ahmed

» قلق الاختيار في العلاقة ببعض المتغيرات المرتبطة بطلبة وطالبات الثانوية العامة
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالأربعاء 23 ديسمبر 2015, 8:59 pm من طرف dr.ahmed

مواضيع هامة

زوار المنتدى
free counters
لإعلاناتكم
 
لإعلاناتكم
يرجى مراسلتنا
 
 

 

 تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قمر فلسطين
+ عضو محترف +
+ عضو محترف +
قمر فلسطين



تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168   تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالسبت 29 يناير 2011, 6:26 pm

تابع تفسير سورة البقرة ..... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .... (133) ((أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء)) أيها المدّعون أن الأنبياء كانوا يهوداً أو نصارى، فإن اليهود كانوا يقولون أن يعقوب النبي (عليه السلام) أوصى بنيه باليهودية، فأنكر الله تعالى عليهم، ذلك بأنكم لم تكونوا حضوراً ((إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ))؟، اقترب من الوفاة، ((إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي))؟ على طريقة الاستفهام التقريرى، ((قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ))، إبراهيم جد يعقوب وإسماعيل عمه وإسحاق أبوه، وقدم إسماعيل لأنه كان أكبر سناً والأعلى منزلة، وسمي العم أباً تغليباً ولأن العرب تسمي العم أباً والخالة أماً، ((إِلَهًا وَاحِدًا)) بغير شريك، ((وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ))، فكان دينهم الإسلام، والإسلام هو دين جميع الأنبياء، اليهودية أو النصرانية يراد به نفيها بالمعنى المتداول عند أهل الكتاب ....
(134) ثم بين الله حقيقة هي أن الأمة الماضية ليست تهمكم أيها المعاصرون للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنما المهم أعمالكم، فكيف كانت تلك الأمم فإنها قد ذهبت وفنت، ((تِلْكَ))، أي إبراهيم وأولاده (عليه السلام) ((أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ))، أي ذهبت ومضت، ((لَهَا مَا كَسَبَتْ))، فإن أعمالها ترتبط بها لا بكم، ((وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ))، فإن أعمالكم ترتبط بكم لا بهم، ((وَلاَ تُسْأَلُونَ)) أنتم ((عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) فأصلحوا أعمالكم ......
(135) ((وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى))، أي قالت اليهود كونوا يهوداً، وقالت النصارى كونوا نصارى ((تَهْتَدُواْ)) للحق وترشدوا، ((قُلْ)) يا رسول الله ((بَلْ)) نتبع ((مِلَّةَ))، أي دين ((إِبْرَاهِيمَ)) الصافي عن شوائب اليهودية والنصرانية، وإنما هي الإسلام المصفى وإن كان فرقٌ بين الإسلام وبين دين إبراهيم في بعض الخصوصيات التشريعية، فالمراد نفي النصرانية واليهودية، ((حَنِيفًا))، أي مستقيماً عن الاعوجاج، ((وَمَا كَانَ)) إبراهيم ((مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) كما أنتم أيها اليهود والنصارى مشركون، إذ تقولون (عزير ابن الله) أو (المسيح ابن الله)، وعلى هذا، فالمراد بالتباع ملة إبراهيم (عليه السلام) اتباعها في التوحيد ....
(136) ((قُولُواْ)) أيها المسلمون ما يجب عليكم، أي تعتقدوا بها، وما هي خلاصة الأديان السابقة واللاحقة، الذي يعين زيف العقائد النصرانية واليهودية وغيرهما، ((آمَنَّا بِاللّهِ وَ)) آمنا بـ((مَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا)) من القرآن الحكيم ((وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ)): أحفاد يعقوب فإن كثيراً منهم كانوا أنبياء نزلت عليهم الصحف، ((وَ)) آمنا بـ((مَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَ)) آمنا بـ((مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ)) قاطبة ((مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ))، أي من الأنبياء ، فإنا نعترف بالجميع ((وَنَحْنُ لَهُ))، أي لله سبحانه ((مُسْلِمُونَ)) فإن دين الأنبياء كلهم يتلخص في أصول وفروع وأخلاق، فالأصول: التوحيد، والعدل، والنبوة، والإمامة، والمعاد، فإن كل نبي كان يصدق من سبقه ويبشر بمن يلحقه كما أن الإمامة بمعنى الوصاية، فإن كل نبي كان له أوصياء، والفروع هي: الصلاة والصوم والزكاة وما أشبه من العبادات وأحكام المعاملات بالمعنى الأعم، وكل الأديان كانت مشتركة فيها مع تفاوت يسير حسب اقتضاء الزمان والأمة، فمثلاً كان صوم الصمت في بعض الأمم وليس في الإسلام وهكذا، والأخلاق هي: الصدق والأمانة والوفاء والحياء وما أشبه، وكلها فطريات نفسية كانت الأنبياء تأمر بها وينهى <وتنهى> عن أضدادها .....
(137) ((فَإِنْ آمَنُواْ))، أي آمن غير المسلمين من سائر الأديان والفرق ((بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ))، أي كما تؤمنون أنتم أيها المسلمون ((فَقَدِ اهْتَدَواْ)) إلى الحق، ((وَّإِن تَوَلَّوْاْ)) عن مثل هذا الإيمان، ولزموا طريقتهم المنحرفة ((فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ))، أي في خلاف، فهم في شق وأنتم في شق، ((فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ)) فإن الله يكفيك يا رسول الله وينصرك عليهم ((وَهُوَ السَّمِيعُ)) كلامهم ((الْعَلِيمُ)) بأعمالكم ونواياكم .....
(138) اتبعوا ((صِبْغَةَ اللّهِ))، واصبغوا أنفسكم بها، وهي الإسلام، فإن كل طريقة يتبعها الإنسان لون له، لكنه لو غير محسوس تشبيهاً بالألوان المحسوسة، ((وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً))، وهذا استفهام إنكاري، أي لا أحد أحسن من الله صبغة وديناً، ((وَنَحْنُ)) المسلمون ((لَهُ عَابِدونَ)) لا لغيره من الشركاء الذين أنتم تعبدونها مع الله أو من دون الله، وربما يقال أن وجه التسمية بـ"الصبغة" أن النصارى كانوا يصبغون أولادهم بماء أصفر يعمدونهم فيه، والآية من المشابهة، كقوله سبحانه (تعلم ما في نفسي، ولا أعلم ما في نفسك) ....
(139) ((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء اليهود والنصارى وغيرهم: ((أَتُحَآجُّونَنَا))، أي تباحثون معنا ((فِي)) دين ((اللّهِ)) وأنه لم ننسخ أديانكم ولم اختار من العرب رسولاً ولم أفعل كذا؟ ((وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ))، أي أن الله ليس رباً لكم فقط حتى يكون معكم إلى الأبد، ((وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ))، فليس علمنا <عملنا> غير منظور إليه عند الله، وعملكم منظور إليه، كما كانوا يزعمون قائلين نحن شعب الله المختار، ونحن أبناء الله وأوداؤه، ((وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ))، إذ لا نشرك به أحداً بخلافكم الذي جعلتم له شريكاً .....
(140) ((أَمْ)) تباحثون معنا في أمر الأنبياء و((تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ)) أحفاد يعقوب - كانوا أنبياء - ((كَانُواْ هُودًا)) أي يهوداً ((أَوْ نَصَارَى))، وهذا اشتباه منهم، إذ اليهودية والنصرانية تولدتا بعد إبراهيم (عليه السلام)، فكيف يكون إبراهيم أحدهما، كما قال سبحانه: (ما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده)، ((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء المدعين بيهودية الأنبياء أو نصرانيتهم ((أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ))، فالله سبحانه يقول لم يكونوا يهوداً ولا نصارى، وأنتم تقولون كانوا، ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ))، أي لا أحد أظلم ممن يكتم الشهادة التي عنده من قبل الله سبحانه، فإن اليهود كانوا يكتمون ما أنزل الله إليهم من البينات والهدى حول الأنبياء السابقين وحول نبي الإسلام، ((وَمَا اللّهُ))، أي ليس الله ((بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ))، فإنه يعلم أعمالكم التي منها كتمانكم للشهادة، ثم يجازيكم عليها ......
(141) ((تِلْكَ)) الأنبياء، وما كانوا يعملون ويتدينون لا يرتبطون بكم أيها المعاصرون للرسول، فإنها ((أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ)) ومضت، ((لَهَا مَا كَسَبَتْ)) من الأعمال والأفعال، ((وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ)) من الخير والشر، ((وَلاَ تُسْأَلُونَ)) أنتم ((عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)) فلم هذه المباحثة والمحاجة والمجادلة ؟....
(142) ((سَيَقُولُ السُّفَهَاء)) جمع سفيه وهو الغبر والجاهل وناقص العقل ((مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ))، أي أيّ شيء صرف المسلمين ((عَن قِبْلَتِهِمُ)) السابقة ((الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا)) يتوجهون في صلاتهم، وهي بيت المقدس، فإن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، والمسلمون كانوا يصلون إلى بيت المقدس، وهو قبلة اليهود، ثم في المدينة حولت القبلة إلى الكعبة، وكان السبب الظاهر لذلك أن اليهود عابوا النبي بأنه يصلي إلى قبلتهم، فحوله الله عنها إلى الكعبة، فأخذ اليهود يهرجون حول تحويل القبلة. ((قُل)) يا رسول الله ((لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ))، فمتى شاء الله وجّه عبيده إلى حيث يشاء، وليست القبلة احتكاراً حتى لا يمكن تحويلها، ((يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ))، وكما كان الصراط المستقيم قبلا بيت المقدس حال التوجه كذلك صار الصراط المستقيم فِعلاً الكعبة ....
(143) ((وَكَذَلِكَ))، أي كما أن (لله المشرق والمغرب) وأنه لا مناقشة في ذلك ((جَعَلْنَاكُمْ)) أيها المسلمون في التأويل، إن المراد بالخطاب الأئمة (عليهم السلام)، ((أُمَّةً وَسَطًا)) متوسطاً، والإطلاق وإن كان يفيد في كل شيء في العقيدة - فلا جمود ولا إلحاد وفي المكان فهم متوسطون بين شرق الأرض وغربها وفي التشريع فليس ناقصاً ولا مغالياً وهكذا، إلا أن ظاهر قوله سبحانه بعد ذلك ((لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)) يفيد أن المراد بالتوسط الوسيطة بين الرسول وبين سائر الناس، فالأمة تأخذ من الرسول ويشهد الرسول عليهم بأنهم أخذوا منه - حتى لا يقولوا ما عرفنا - وسائر الناس يأخذون من الأمة وتشهد الأمة عليهم بأنهم أخذوا منها - حتى لا يقول الناس لم نعرف، وهذا هو الظاهر من "لام" العلة في قوله "لتكونوا ... ويكون"، ولعل ارتباط هذه الآية بما سبقها من حكم القبلة وما لحقها بيان أن المسلمين لهم مكان القيادة لأنهم الآخذون عن الرسول المبلغون للناس، فالذي ينبغي: أن تكون لهم سمة خاصة في شرائعهم حتى لا يرمون بالذيلية والاتباع للآخرين، ثم يرجع السياق إلى حكم القبلة فقال سبحانه: ((وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا)) وهي بيت المقدس - الذي كان يتوجه النبي نحوه في الصلاة طيلة كونه في مكة المكرمة ومدة الهجرة - ((إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ))، معنى "لنعلم" أن يتحقق علمنا في الخارج بأن يظهر المتبع من المخالف، فإنه قد يقال: "لنعلم" ويراد به حصول العلم للمتكلم، وقد يقال: "لنعلم" والمراد به وقوع المعلوم في الخارج، وفي بعض التفاسير أن قوماً ارتدوا على أدبارهم لما حولت القبلة، فظهر أنهم لم يكونوا يتبعون الرسول حقيقة وإنما حسب الأهواء، والعقب : مؤخر القدم، والمعنى التشبيه لمن يرتد كافراً بمن يرجع القهقري، ((وَإِن كَانَتْ)) مفارقة القبلة الأولى إلى قبلة أخرى ((لَكَبِيرَةً))، إذ هو خرق لاعتياد قديم متركز، ((إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ)) إياهم بأن قوّى قلوبهم بالإيمان، ((وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)) أيها المسلمون الراسخون الذين اتبعتم النبي، وهذا تقدير لهم في ثباتهم، ووعد لهم بالجزاء على إيمانهم الكامل، ويحتمل أن يكون جواباً عن سؤال وقع عن بعضهم، وهو كيف تكون حال صلواتهم السابقة التي صلوها إلى بيت المقدس، وإن كان الظاهر من كلمة "إيمان" المعنى الأول، ((إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ))، فلا يضيع أتعابهم وأعمالهم .....
(144) وبعد ما بين الحكم وأن القبلة تحولت بيّن الله سبحانه قصة التحويل، فإنها كالعلة للحكم المتقدم، والعلة دائما تأتي متأخرة في الكلام وإن كانت سابقة في التحقيق، كما يقال أنه إنسان طيب لأن تربية <تربيته؟؟> حسنة، ((قَدْ نَرَى))، "قد" هنا للتحقيق نحو "قد يعمل الله" وإن كان الغالب في "قد" الداخلة على المضارع أن تكون بمعنى التقليل، ولعل سر دخولها إشراب الفعل معنى التقليل، حيث لا يريد المتكلم إظهار العمل بالبت مثله: (وإنا أو إياكم لعلى هدى)، ((تَقَلُّبَ وَجْهِكَ)) يا رسول الله ((فِي السَّمَاء))، أي في ناحية السماء، فإن الرسول كان يقلب وجهه في أطراف السماء، فينتظر الوحي حول القبلة، فإن اليهود عيروه (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلين له إنك تابع لقبلتنا، فلما كان في بعض الليل خرج (صلى الله عليه وآله وسلم) يقلب وجهه في آفاق السماء، فلما أصبح صلى الغداة، فلما صلى من الظهر ركعتين جاء جبرائيل (عليه السلام) بهذه الآية، ثم أخذ بيده فحول وجهه إلى الكعبة، وحول من خلفه وجوههم، حتى قام الرجال مقام النساء، والنساء مقام الرجال. ((فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا))، إذ الرسول كان يحب الكعبة التي هي بناء جده إبراهيم (عليه السلام)، وعندها موطنه، ((فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ))، "الشطر": الجزء، أي حول وجهك نحو جزء من المسجد الحرام، و"المسجد" لكونه محيطا بالكعبة يكون المتوجه إليه متوجها إليها إذا كان من بعيد، ((وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ)) أيها المسلمون ((فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ))، وذكر "الوجه" في المقامين، لأنه الشيء الذي يتوجه به في جسد الإنسان، ((وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ)) من اليهود والنصارى الذي يستشكلون عليكم قائلين: "إن كانت القبلة السابقة حقا فهذه باطلة، وإن كانت هذه حقاً فتوجهكم في السابق إلى بيت المقدس باطل" ((لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ))، أي أن تحويل القبلة، أو هذه القبلة حق من قبل الله، فإن الله سبحانه يعبده عباده كيف يشاء، فمن الجائز أن يعبد الأمة بتشريع إلى مدة ثم يعبدهم بتشريع آخر، ((وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ))، أي يعمل أهل الكتاب من الإرجاف وبث الأباطيل حول تحويل القبلة وسائر الأمور المرتبطة بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ....
(145) ((وَلَئِنْ أَتَيْتَ)) يا رسول الله ((الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ)) من اليهود والنصارى ((بِكُلِّ آيَةٍ)) من الآيات الدالة على أن قبلتك حق ((مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ))، لأنهم معاندون، والمعاند لا ينفع معه الدليل، ((وَمَا أَنتَ)) يا رسول الله ((بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ)) بعد ما تعلم أن قبلتهم منسوخة، كقوله تعالى (لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد)، ((وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ))، اليهود لا يتبعون قبلة النصارى، والنصارى لا يتبعون قبلة اليهود، ((وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ)) يا رسول الله ((أَهْوَاءهُم)) في باب القبلة وسائر التشريعات ((مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ)) بأن طريقتهم باطلة ((إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ))، وهذه الجملة - وإن كانت موجهة إلى الرسول لكن - المقصود منها العموم، ولا تنافي العصمة، فإن الاشتراط يلائم المحال، كقوله تعالى (إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين)، وقد تقرر في المنطق أن صدق الشرطية إنما هو بوجود العلية ونحوها لا بصدق الطرفين ....
(146) و((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ)) من اليهود والنصارى ((يَعْرِفُونَهُ))، أي الرسول أو هذا الحكم، أعني تغيير القبلة بأمر الله سبحانه، وإن كان الأول أقرب إلى سياق التشبيه ((كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ)) ممن لم يؤمن بالرسول ((لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ))، فليس عذر هؤلاء جهلهم حتى يرجى زواله، وإنما العناء الذي لا علاج له ..
(147) ((الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ)) يا رسول الله، أي هذا الحق من عند الله، ((فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ))، أي الشاكين فيه، فإن المحق إذا كثرت عليه التهجمات ورمي بأنه على غير الحق يكاد يشك فيه، ولذا يثبت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما قال تعالى (لولا ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) ....
(148)((وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ))، أي لكل أمة من الأمم طريقة ((هُوَ)) أي الله سبحانه ((مُوَلِّيهَا))، أي أمرهم بالتوجه إليها، فلا غرابة في أن يكون للمسلمين وجهة خاصة في قبلتهم، ((فَاسْتَبِقُواْ))، أي سارعوا إلى ((الْخَيْرَاتِ))، تنافسوا فيها، فإن الله موليكم هذه الطرائق، ولا تبقوا جامدين على طريقة منسوخة، فإن ذلك انصراف عن الخير إلى الشر، من المحتمل أن يكون "هو" راجعاً إلى "كل"، أي لكل فرد أو أمة طريقة في العمل والتفكير، ذلك الشخص مولي وموجه نفسه إياها، فليكن هم كل فريق وفرد أن يسابق غيره في الخيرات، ((أَيْنَ مَا تَكُونُواْ)) من بقاع الأرض ((يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا)) يوم القيامة، حتى يجازيكم على أعمالكم، ((إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))، فيتمكن من جمعكم، ولا يفوته شيء ....
(149) كان لتحويل القبلة نحو الكعبة أسباب وعلل، العلة الأولى رغبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في أن تحول القبلة لما عيرته اليهود، العلة الثانية أن التحويل كان للحق، وإن يكون للمسلمين ميزة خاصة يمتازون بها عن سائر الأمم، حتى في اتجاه الصلاة، العلة الثالثة أن التحويل كان لقطع حجة الناس الذين كانوا يتعجبون من كون المسلمين يدعون دينا جديدا ومع ذلك يتوجهون إلى قبلة بني إسرائيل، وتبعا لهذه العلل تكرر الأمر بالتوجه إلى المسجد الحرام، وقال الله سبحانه: ((وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ)) للسفر من البلاد ((فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ))، فإنه قبلة في السفر كما هو قبلة في الحضر، وفي هذا فائدة ثانية للتكرار، ((وَإِنَّهُ))، أي توجيه الوجه نحو المسجد الحرام ((لَلْحَقُّ)) الذي جاء ((مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ))، فمن أعرض عن هذه القبلة كان جزاءه سيئا، ومن اتبعها كان جزاءه حسنا .....
(150) ((وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ)) للسفر من البلاد ((فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)) هذا للسفر، ((وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ))، وهذه الآية جمع بين الآيتين السابقتين (ومن حيث خرجت) الآية 149 و(حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) الآية 144، وقد عرفت أنه كرر لفائدة العلة المذكورة في الآية، ((لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ))، أي أن تحويل القبلة، إنما هو لنقطع احتجاج الناس عليكم، حيث يقولون كيف أن المسلمين يدعون إلى دين جديد وقبلتهم هي قبلة أهل الكتاب، ((إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ))، فإن هؤلاء لا ينفعهم المنطق، فإن المعاند لا تفيده الحجة ((فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي))، فإن الخشية إنما تكون ممن بيده النفع والضر، وهؤلاء ليس بيدهم شيء منهما، وإنما كل ذلك بيد الله سبحانه، ولا يخفى أن الاستثناء منقطع كقولك إنما فعلت الفعلة الفلانية ليعرف الناس الأمر، إلا من يريد العناد، ((وَ)) بعد ذلك، فتحويل القبلة إنما كان ((لأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ)) بتمييزكم عن أهل الكتاب، وقطع تعيير اليهود، وإرجاعكم إلى بناء جدكم إبراهيم، الذي هو إحياء لذكراكم، ((وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) إلى الحق اهتداء كاملا، فإن في تشريف الإنسان بشرف سببا لتقريبه إلى الهداية الكاملة ....
(151) وقد أتممنا عليكم بتحويل القبلة ((كَمَا)) أنعمنا عليكم قبل ذلك بنعمة عظمى فـ((أَرْسَلْنَا فِيكُمْ)) أيها المسلمون ((رَسُولاً مِّنكُمْ)) لا من غيركم، فاخترتكم لأن تكون رسالتي بيد واحد منكم ((يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا)) وقرآننا تلاوة، ((وَيُزَكِّيكُمْ)): يطهركم من أدناس الجاهلية والقذارات الخلقية والنجاسات البدنية بإرشاده إياكم إليها، ((وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ))، ومن المعلوم أن التلاوة غير التعليم، فرب تال غير معلم، بالإضافة إلى أن التعليم فيه معنى التركيز والتثبيت، ((وَالْحِكْمَةَ)) يرشدكم بمواضع الأشياء ومواقع الخطأ والصواب، فإن الحكمة - كما عرفت - وضع كل شيء موضعه، ((وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ)) بصورة عامة، فيشمل القصص والتواريخ المفيدة وأحوال الأنبياء، وأحوال المعاد مما ينفعهم في دينهم ودنياهم ........
(152) ((فَاذْكُرُونِي)) أيها المسلمون بالطاعة والعبادة، وتنفيذ الأوامر ((أَذْكُرْكُمْ)) بالنعمة والإحسان والجنان، ((وَاشْكُرُواْ لِي)) بإظهار النعمة والحمد عليها، ((وَلاَ تَكْفُرُونِ)) كفراً في الاعتقاد أو كفراً في العمل بأن لا تعملوا بأوامري ...
(153) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ)) في أموركم التي تريدونها سواء كانت تحت اختياركم أم لم تكن كالصحة والغنى، ((بِالصَّبْرِ)) وتحمل النفس، فإن كثيرا من الأمور تتنجز بعد حين، فإذا صبر الإنسان تنجزت أموره ونعم براحة البال واطمئنان النفس، وإذا لم يصبر جرى القدر وهو مضطرب البال كئيب، ((وَالصَّلاَةِ)) فإن الصلاة توجب توجه الإنسان إلى الله سبحانه، والانصراف عن الدنيا مما يشع في النفس الهدوء والسكينة وعدم الاهتمام بمكاره الدنيا، ((إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) باللطف والعناية والرحمة والأجر والثواب، وهكذا يهذب الإنسان والأمة ويرشدهم إلى مهمتهم العظيمة، ويمونهم على الصبر والتحمل، ولذا يخطو القرآن الحكيم خطوة أخرى معهم بعد الصبر والصلاة قائلاً أنكم لابد وأن تتحملوا مشاق القيادة من القتل وسائر أنواع المصائب التي تعترض لمن أراد الإصلاح والإرشاد ...........
(154) ولذا يقول سبحانه ((وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ)) فإن الميت من لا تأثير له في الحياة ولا امتداد، وهؤلاء ليسوا كذلك، ((بَلْ أَحْيَاء)) حياة واقعية في الدنيا بتأثيراتهم وامتداداتهم وفي الآخرة لأنهم في نعيم مقيم ((وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ)) أنتم بحياتهم، إذ الحياة في نظركم الحس والحركة، مع أنها معنى سطحي للحياة ........
(155) ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ))، أي نمتحنكم أيها المسلمون ((بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ)) وكونه شيئاً إما باعتبار أنه لا يمتد، وإنما الخوف في زمان يسير، وإما باعتبار أنه لا يبلغ الخوف - غالباً - أشده، ((وَالْجُوعِ))، ولم يذكر العطش لأن الماء غالباً متوفر ((وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ)) المبذولة في الحرب أو ما ينهب منها في التصادم أو الضيق الاقتصادي أو ما أشبه،((وَ)) نقص من ((الأنفُسِ)) ممن يقتل في سبيل الله ((وَ)) نقص من ((الثَّمَرَاتِ)) بسبب النهب أو الحصار قبل أوانه من أجل الأعداء، كما وقع في قصة خندق حيث أمر النبي المسلمين أن يحصدوها لئلا ينتفع بها المشركون - كما في بعض التواريخ - أو بأسباب أخر، ((وَبَشِّرِ)) يا رسول الله ((الصَّابِرِينَ)) في هذه المكاره .........
(156) ((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ))، أي إنا مملوكون له سبحانه ((وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ))، فهو مرجعنا معه حسابنا وجزائنا، وفي هذه الجملة تسلية للمصاب إذ اعترف الإنسان بأن كل شيء له إنما هو لله يهون ذهاب بعضها، فإن صاحب المال أخذه، كما أن اعتقاد الشخص بأن الله هو الذي يجازي يهون الأمر، فإن ما فقده سوف يعوض، ولذا من كرر هذه الجملة في المصيبة عارفاً معناها متوجهاً إلى الله سبحانه في التسليم والرضا يجد برد الاطمينان في قلبه ..........
(157) ((أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ)) والصلوات هي العطف، فإن صلى بمعنى عطف، وهي من الله التوجه بالبركة والإحسان، ((وَرَحْمَةٌ)) ترحم في الدنيا والآخرة، ((وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)) الذين اهتدوا إلى واقع الأمر مما ينفع دنياهم وعقابهم <عقباهم؟؟>، فبذلوا ما بذلوا في سبيل الله راضيين مرضيين .........
(158) وحيث ألمع سابقاً إلى الجهاد أتى الإلماع إلى الحج، فإنهما صنوان في التعداد والمشقة - في الجملة - فقال سبحانه: ((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ)) وهما جبلان قرب مسجد الحرام ((مِن شَعَآئِرِ اللّهِ)) جمع شعيرة، وهي مشتقة من اللباس الملتصق بشعر البدن، فكل شيء مرتبط ارتباطاً وثيقاً يدل عليه يكون من شعائره، فالمراد أن هذين الجبلين من الأمور المرتبطة بالله سبحانه، حيث جعلهما محلاً لعبادته بالسعي بينهما، ((فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ))، أي قصد البيت الحرام، والحج: القصد، ((أَوِ اعْتَمَرَ))، العمرة هي الزيادة، أخذ من العمارة، لأن الزائر يعمر المكان بزيارته، والحج والعمرة عملان من أعمال الحج، ((فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا))، أي يسعى بينهما، وإنما عبر بـ"لا جناح" لأن المسلمون تحرجوا من الطواف بهما ظناً منهم أنه من عمل المشركين حيث كان على الصفا صنم يسمى "أساف"، وعلى المروة صنم يسمى "نائلة"، فهو ترخيص في مقام توهم الحصر، ومن المعلوم أن الإباحة في مقام توهم الحضر والنهي في مقام توهم الوجوب لا يدلان على مفادهما الأولية، لأنه لإثبات أصل الطرف الآخر لا خصوصيته الإباحية والتمويهية، ((وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا))، أي أتى بخير من الأعمال والأفعال تطوعاً، والتطوع التبرع بالشيء، من الطوع بمعنى الانقياد، ((فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ)) لعملهم، ومعنى شكره: تقديره وجزائه للعامل، ((عَلِيمٌ)) بأعمالهم، فلا يفوته شيء منها .....
(159) لعل ارتباط هذه الآية بما قبلها أن اليهود والنصارى لم يفعلوا مثل فعل الرسول حول الصفا والمروة، فإن الرسول أبطل كل باطل حول الحج، وأقام كل حق فيه، فالصفا والمروة - حيث كانا حقاً - أثبتهما الرسول وإن ظن الناس أنهما من الباطل، لكن أهل الكتاب حشروا كل ما أتى به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) - مما عرفوه حقاً - في زمرة الباطل، ولذا صار الكلام السابق فاتحة للتعريض بهم، فهو مثل أن يقول أحد: "أنا اعترفت بالحق،" لكنه لم يعترف بما علم من الحق، والله أعلم بموارده، ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ))، فيخفون الأدلة الدالة على حقية الإسلام مما نزلت في الكتب السالفة، ((وَالْهُدَى))، أي يكتمون الهدى الذي يرونه وإن لم يكن منزلاً وبينة <يبدوا أن هناك نقصان في هذه النسخة، وسنتحرى عنه إن شاء الله - أصحاب صفحة القرآن الكريم> <((مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ))>، ((أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ)): يبعدهم عن الخير في الدنيا وفي الآخرة بتضييق الأمور عليهم هنا والعذاب هناك، ((وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)) الذين يأتي منهم اللعن من الناس والملائكة والجن ....
(160) ((إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ)) منهم واتبعوا الحق وأظهروه، ((وَأَصْلَحُواْ)) ما فسد من عقائدهم وأعمالهم، ((وَبَيَّنُواْ)) للناس ما أنزله الله من الهدى والبينات، ((فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ))، فإن التوبة معناها الرجوع، ورجوع الله بمعنى إعادة الإحسان والرحمة عليهم بعد انقطاعها عنهم بسبب كفرهم وكتمانهم، ((وَأَنَا التَّوَّابُ))، أي كثير الرجوع، فإن العاصي إذا عصى ألف مرة ورجع ألف مرة قبلت توبته إذا تاب توبة نصوحا، ((الرَّحِيمُ)) بالعباد ....
(161) ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا)) ولم يتوبوا ((وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ)) بالعقائد الصحيحة ((أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))، فإن الكل يلعنون الظالم، والكافر ظالم، فإنه وإن لم يقصده اللاعن بالذات لكنه داخل في عموم اللعن ....
(162) ((خَالِدِينَ فِيهَا))، أي في تلك اللعنة، إذ لعنة الدنيا تتصل بلعنة الآخرة، ((لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ))، إذ لا أمد لعذاب الله بالنسبة إلى الكافرين، ((وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ))، فلا ينظر أحد إليهم نظرة رحمة وإحسان، أو لا يمهلون للاعتذار أو لا يؤخر عنهم العذاب ....
(163) ولما تقدم حال الكفار صار السياق لبيان التوحيد والأدلة على الوحدانية، ((وَإِلَهُكُمْ)) أيها الناس ((إِلَهٌ وَاحِدٌ)) لا شريك له ((لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ)) الموصوف بـ((الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ))، لا كما يصور الإله بعض الكتب السماوية، من إنه إله انتقام وغضب وعذاب ....
(164) ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ)) بهذا النظام البديع والترتيب الرائع ((وَالأَرْضِ)) بهذا الأسلوب المنظم المتكامل، ((وَ)) في ((اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)) يأتي أحدهما عقب الآخر خليفة لتنظيم الحياة على الأرض بأجمل صورة، ((وَ)) في ((الْفُلْكِ)) السفينة ((الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ)) في أسفارهم وتجاراتهم، ((وَ)) في ((مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء)) جهة العلو ((مِن مَّاء)) ببيان "ما"، ((فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ)) بالإنبات ((بَعْدَ مَوْتِهَا))، أي جمودها وركودها، ((وَبَثَّ))، أي نشر وفرق ((فِيهَا))، أي في الأرض ((مِن كُلِّ دَآبَّةٍ)) تدب وتتحرك على وجه الأرض، وكلمة "بث" عطف على "أحيا"، أي كان المطر سبباً لإحياء الأرض وانتشار الحيوانات فيها، إذ لولا الماء لم يكن للحيوان ماء ولا طعام، فهلك ولم يبق له نسل، ((وَ)) في ((تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ))، أي صرفها ونقلها من مكان إلى مكان لتروح وتذهب بالأمراض والعفونات وتنقل السحاب من هنا إلى هناك، ولو كانت الرياح راكدة لم تنفع أي شيء، ((وَ)) في ((السَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ))، فإنه بما يكونه من أطنان من الماء يبقى معلقاً بين الجهتين، ويسير إلى كل ناحية ((لآيَاتٍ)) وعلامات دالة على الله وحدته وسائر صفاته ((لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)) ويعملون عقولهم في استفادة النتائج من المقدمات والمسبب عن الأسباب، وينتقلون من العلم بالمعلول إلى العلم بالعلة ....
(165) ((وَمِنَ النَّاسِ))، أي بعضهم ((مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ))، أي غير الله ((أَندَاداً)) جمع نعد، بمعنى الأشباه، والمراد بذلك آلهة يجعلها شبيهة لله في أنه يعبدها وهي الأوثان، ((يُحِبُّونَهُمْ))، أي يحب هؤلاء الناس تلك الآلهة، وإنما أتى بجمع العاقل لكونها ردفت مع الله سبحانه، والقاعدة تغليب الرديف على رديفه، كقوله تعالى: (من يمشي على بطنه)، وقوله: (اركعي مع الراكعين)، ((كَحُبِّ اللّهِ))، أي كحبهم لله، أو حباً شبيهاً بما يستحق الله، وعلى الأول، فالمراد بهم المشركون الذين يعتقدون بالله، ((وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ)) من حب هؤلاء لأوثانهم، فإن المؤمنين حيث يعرفون أن كل خير من الله يحبونه حباً بالغاً، ((وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً))، يعني: لو يرون هؤلاء المشركين يوم القيامة كون القوة لله جميعاً لرأوا مضرة فعلهم وسوء عاقبة شركهم، وحذف جواب "لو" تهويلاً للأمر، كما تقول لعدوك لو ظفرت بك، ((وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)) عطف على "أن القوة" .....
(166) إن الرؤية من الظالم للعذاب إنما يكون ((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ)) من القادة ((مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ)) وهم التابعون لهم، ((وَرَأَوُاْ)) جميعاً ((الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ))، أي فيما بينهم ((الأَسْبَابُ))، فما كان في الدنيا يسبب وصلة بعضهم لبعض من المال والرئاسة والقرابة والحلف وأشباهها تنقطع هناك، فلا داعي لنصرة الرؤساء أتباعهم الذين كانوا يتبعونهم في الدنيا ....
(167) ((وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ))، أي التابعين لرؤسائهم: ((لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً))، أي يا ليت لنا عودة إلى دار الدنيا، ((فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ))، أي من هؤلاء الرؤساء ((كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا)) هنا في القيامة حال حاجتنا إلى العين، ((كَذَلِكَ))، أي هكذا ((يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ))، أي أعمال كل من التابعين والمتبوعين ((حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ))، فإن صلاتهم وأعمالهم كلما <كلها> ذهبت أدراج الرياح، فيتحسرون: لماذا لم يعملوا بأوامر الله سبحانه، ((وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ))، فإن المشرك يبقى في النار إلى الأبد إن تمت عليه الحجة وعاند ....
(168) وإذ تم الكلام حول العقيدة توجه إلى الحياة التي هي مقصد الإنسان، وإليها يرجع كثير من حركته وسكونه، ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ)) من نباتها وحيواناتها ومائها ومعدنها ((حَلاَلاً طَيِّباً))، أي في حال كون المأكول حلالاً طيباً إلا ما حرم منه، وفي قوله "طيباً" إشارة إلى أن كل حلال طيب، وليس فيه خبث يوجب انحراف الصحة أو انحراف الخلق، ((وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ))، فكأن الشيطان يخطو نحو الآثام ومن إثم، كأنه تتبع خطواته إذ تمشي خلفه، ((إِنَّهُ))، أي الشيطان ((لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ))، أي عدو ظاهر ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
asert aldamaa
.♥ مراقبة عامة ♥.
.♥ مراقبة عامة ♥.
asert aldamaa



تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168   تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168 Emptyالإثنين 31 يناير 2011, 9:15 pm

بارك الله فيك اخى قمر وجعله فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 133 - 168
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير القران الكريم (سورة البقرة) الايات 188- 225
» تفسير القران الكريم (سورة البقرة) الايات 226 - 255
» تفسير القران الكريم ( سورة البقرة) الايات 108 - 132
» تفسير القران الكريم ( سورة البقرة ) الايات 169 -187
» تفسير القران الكريم ( سورة البقرة )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جامعة الأقصى :: المنتديات العامة :: المنتدى الإسلامى-
انتقل الى: