رام الله - فلسطين الإعلامية - هنأ الرئيس محمود عباس، أبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده في الوطن والشتات، لمناسبة عيد الفطر السعيد، متمنيا من الله أن يعيده علينا في العام القادم بظروف أفضل، وان يحقق شعبنا ما يصبو إليه.
وكان الرئيس يتحدث في مقابلة مع تلفزيون فلسطين بثها اليوم، كانت بمعظمها عن حياته الخاصة، لكنها بدأت بالسياسة حيث قال، إن النجاحات التي تحققت للقيادة الفلسطينية هي نجاح للشعب بأكمله وليست نقاط تسجل لشخص واحد.
وأضاف : 'إن ما حصل في المؤتمر السادس لحركة فتح هو انجاز كبير لشعبنا وبالتحديد لحركة فتح التي انتظرت 20 سنة لتحقق مؤتمرها، وكانت هناك عقبات كثيرة وكثيرة جدا، وكانت هناك مراهنات على أن المؤتمر سيفشل أو لن يعقد، وإن عقد سيتفجر، وإن لم يتفجر لن يأتي بنتائج، لكن النتيجة كانت عكس ذلك ونجح بكل المقايس، وجاء بقيادة جديدة سواء في اللجنة المركزية أو المجلس الثوري، والجميع كان راضيا عن هذه النتيجة، وكان هذا خطوة إلى الأمام وكان بالنسبة لنا هم'.وتابع 'استكملت قضية منظمة التحرير باستكمال أعضاء اللجنة التنفيذية، لأن اللجنة التنفيذية كانت في مرحلة خطرة، بسبب فقدان بعض الإخوة واستشهادهم. اليوم أمامنا مهمات كثيرة وصعوبات كثيرة وإن شاء الله سنتجاوز هذه العقبات لمصلحة الشعب'.
وأشار إلى ان المهمة الاساسية امامنا استعادة الوحدة الوطنية وهذا ما تعمله مصر منذ سنتين وتقدم جهودا حثيثة من أجل الوصول إلى الوحدة الوطنية، وقد استلمنا مؤخرا مشروعا من الجانب المصري أجبنا عليه بايجابية كاملة من أجل أن نستعيد الوحدة الوطنية، هناك تركيز على الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ونحن موافقون، وهذا مطلبنا في الأساس أن نحتكم للشعب مادامت هناك خلافات ومادام هناك انقلاب، نحن مستعدون لخوض الانتخابات حسب الشرعية، إضافة إلى ذلك نحن لا مانع لدينا أن تكون الانتخابات تحت إشراف عربي وإسلامي ودولي، حتى يكون الكل مطمئنا، علما أننا أجرينا أعدادا كثيرة من الانتخابات التشريعية والنقابية وغيرها وكانت بشهادة الجميع ناجحة بكل المقاييس.
وحول موضوع المفاوضات، قال سيادته إنها تستأنف إذا التزمت إسرائيل بخطة خارطة الطريق، وهذا الكلام ليس لنا فقط وليس للشرعية الدولية بشكل عام، وإنما الرئيس الأميركي باراك أوباما، قال لابد أن تقوم إسرائيل بتنفيذ التزاماتها وأبرز هذه الالتزامات، وقف الاستيطان بشكل كامل بما في ذلك النمو الطبيعي.
وأوضح سيادته أنه يوجد الآن مباحثات مكثفة مع الجانب الأميركي، وبين الإسرائيليين والجانب الأميركي ربما نصل إلى نتيجة، وربما لا نصل، ولكن نقول هذا موقفنا، إن كانت إسرائيل تريد فعلا أن نبدأ المفاوضات عليها أن توقف الاستيطان لننتقل مباشرة إلى بحث ومناقشة قضايا الوضع النهائي الستة.
وحول حياة الرئيس الخاصة في منزله، قال 'في المنزل نحن عائلة واحدة مع أبنائي وزوجتي وأحفادي نتحدث ببساطة، في البيت أنا رب أسرة ولست رئيسا، أتعامل مع زوجتي وأبنائي وأحفادي بكل ديمقراطية، وأحيانا هم من يفرضون آرائهم علي، أحفادي يفرضون علي الكثير من المواقف التي أكون مرتاح لها، فهم كأطفال يرون أموراً معينة إذا كانت لصالحهم وصالح الأسرة أوافق عليها.
وأضاف أن الطبيعة البشرية والاستمرارية البشرية أن يرى الإنسان في أحفاده استمراريته وبالتالي يرى نفسه فيهم وكذلك أبنائه، نحن لم نوعَ على أبنائنا لنربيهم أو نلتفت إليهم. فنلتفت إلى أحفادنا، ومع ذلك كثيرا من الوقت لا أرى أحفادي فأحضرهم معي إلى المكتب يرافقوني من البيت إلى المكتب لأراهم ثم يعودون إلى البيت.
وتابع: 'إن السيدة أم مازن هي التي تعرف في البيت أكثر مني، وتعرف مصلحة البيت أكثر مني، وكذلك تتابع أمور البيت وأدرى بكثير مني في أموره'.
وبين سيادته أن 'طفولتي التي عشتها في صفد مازالت في ذاكرتي دون استثناء، الناس، الأصدقاء الجيران، صحبة الحارة، الأهل والأقارب والمدرسة، وزرت صفد مرة واحدة فقط وتذكرت كل حجر، وما تبقى من المدينة أتذكره بالحجر والشارع والشجر والمئذنة وكل شيء، إلى الآن أحتفظ بهذه الذكرى، وبطبيعة الحال أتألم'.
وتابع أن 'عائلتنا كانت مستورة في صفد، كنا ستة إخوة ولا يوجد لدي أخوات، كنا نعيش حياة طبيعية مع الجيران والأهل، وفجأة وجدنا أنفسنا على الأرض من دون شيء، عندما خرجنا من فلسطين الى سوريا، لنبدأ حياة جديدة وقاسية، وكذلك الحال لـ 950 ألف لاجئ الذين خرجوا في ذلك الوقت، والكل كان يقاتل من أجل المحافظة على الحياة'.
وقال إن الشعب الفلسطيني بعد عام 1948 اهتم أكثر من السابق في التعليم، لأن الإسرائيلي يملك سلاحا آخر فيجب أن نتعلم ونعمل، لأنه السلاح الوحيد الذي كان بحوزتنا. لذلك كل من أتيحت له فرصة أن يتعلم ذهب إلى المدرسة ومن لم تتح له ذهب متأخرا وتعلم، يوجد أناس كثر عملوا في البداية، 'أنا بدأت حياتي أعمل، عملت سنتين ثم درست سنة واحدة، ثم عملت معلما على أساس الشهادة الإعدادية، وأكملت لوحدي الثانوية والجامعة من دون مدرسة، وكذلك الحال لكل زملائي وإخواني كانوا كذلك، كنا نقاتل ونحفر بأظافرنا من أجل أن نعيش'.
وأشار سيادته أن زواجه كان تقليديا، حيث تعود الناس أن يتزوجوا من أقاربهم، و'بالصدفة كان خالي عنده خلفة كثيرة من البنات ووالدي عنده أولاد، فبدأنا نتزوج منه، الأخ الأكبر أخذ الكبيرة، والثاني أخذ الثانية، وأنا أخذت الثالثة، والرابع أخذ الرابعة، بقينا خمسة إخوة وتوفي واحد قبل أن يتزوج، لذلك بقينا نحن الأربع 'عدايل'.
وأضاف :'لا يوجد عندي أخوات ولا يوجد لدي بنات، كنت أتمنى أن يكون عندي أخت أو بنت، لكن لم يشأ الله، وتمنيت أن يكون عندي حفيدات وأتاني حفيدتين، وكل من أبنائي مازن وطارق عندهما بنت، هن عزيزات ومتميزات عن الأحفاد ووجودهم في البيت ضروري'.
وتابع: 'لا أستطيع أن أرى أبنائي في أوقات مختلفة، فاليوم العيد وأنا مسافر فلن أستطيع أن أراهم بالعيد، وتحصل أوقات كثيرة أنني لا أستطيع أن أراهم عندما يأتون الى البيت، فأضطر أن أصطحب احد أحفادي معي إلى المكتب لبضع دقائق لأراه، يوجد ثلاثة أحفاد يعيشون في الدوحة لا أراهم إلى ساعات قليلة حينما تتاح لب الفرصة'.
وأوضح أنه إذا سنحت الفرصة أن ألتقي بأبنائي أم أحفادي أفضل أحفادي، لأنهم استمرارية الحياة والمستقبل وبناء العائلة، وأنا مع المثل الذي يقول 'ما أعز من الولد إلا ولد الولد'.
ونوه سيادته إلى أن يوجد أيام برمضان يفطر بها في البيت مع أبنائه وأحفاده، لكن ليس كل يوم، لوجود العديد من الواجبات والمسؤوليات الواقعة عليه بصفته مسؤولا، مبينا أنه 'كان عندي في الأيام الماضية وفود وزرت الأيتام برام الله، فمعظم الأوقات أقضيها مع الناس، ويكون عملي على حساب العائلة'.
وقال سيادته انه يحب الحلويات 'خاصة المشهورة في وطننا برمضان وبالتحديد القطايف، التي احبها كثيرا بعد الإفطار وافضلها بالجبنة، علما أنني لا آكل كثيرا على الإفطار، لكن كل يوم بعد الإفطار يجب أن آكل القطايف وحلويات أخرى، وكل شيء يحضر في البيت من أكل وحلويات'.
واستذكر سيادته أوقات طفولته في رمضان حيث ينتظر الأطفال المسحر كل يوم، أما الآن لا توجد هذه العادة، مبينا أن الأطفال كانوا يسهرون لساعات متأخرة ليروه.
وقال السيد الرئيس 'يبدأ يوم العيد بصلاة العيد، ثم الحضور إلى المكتب ساعة أو اثنتين، ثم بعد ذلك أتغدى مع العائلة، وبعد ذلك ينتهي العيد فكل الوقت بالعمل، وحتى الجمعة آتي إلى المكتب حسب المواعيد قبل الصلاة وبعد ذلك نصلي الجمعة فلا يوجد إجازات'.
وأضاف 'بعد أن خرجنا من المؤتمر السادس لحركة فتح، بعد أن حضرنا له منذ خمسة أعوام وانتهينا منه وكذلك من المنظمة، كان عندي الرئيس كارتر قال لي أين ستذهب قلت له أنا مسافر. فقال لي عظيم ستأخذ إجازة، فقلت له ليس إجازة عندي سفرة طويلة لستة بلدان في خمسة أيام، لذلك الإجازات مع الأسف نحن محرومين منها، لأن حياتنا اليومية متعبة كل يوم يوجد حدث وقضية، يجب أن نتابع كل شيء، فإذا لم يكن هنالك حدث سياسي هناك داخلي، ويجب متابعة كل شيء، مع أنه متعب ولكن لا يوجد مفر'.
وتابع 'أغلب أيامي العادية تبدأ في المكتب، مواعيد رسمية وغير رسمية، تبدأ تقريبا الساعة التاسعة أو التاسعة والنصف وإذا ما تأخرت العاشرة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر، ثم الغداء في البيت، وكذلك العشاء إلا إذا كنت 'معزوما'، إلا أني أحرص على أن يكون الأكل في البيت مع العائلة، وبعد أن أنتهي من العمل بالليل أتعشى الساعة العاشرة مساء، وبعد ذلك أجلس ساعة واحدة امام التلفاز أشاهد أخبار وأحيانا مسلسل، وذلك فقط لأنسى الأجواء العامة وأدخل في جو المنزل، مع أني لم أتابع مسلسلا كاملا إطلاقا'.
وبين السيد الرئيس أن القراءة والكتابة دائمة معه، لا يوجد حدث يمر إلا وأكتبه، وأتابع الصحافة اليومية، وأقرأ الكتب في الطائرة عند السفر، مضيفا أنه 'منذ أكثر من 40 سنة الكتابة عندي يومية، يجب أن أكتب كل حدث يمر معي، عندي 65 كتابا لم ينشروا، عبارة عن مذكرات يومية لكنها ليست للنشر إطلاقا، وأقرأ الكتب السياسية والدينية، إضافة إلى جزء من القرآن الكريم يوميا صباحا ومساء'.
وأوضح سيادته أن أغلب زياراته لدول العالم تكون زيارات عمل وسريعة، ولا أزور البلد نفسها، ولا أرى معالم البلد أو أي شيء.
وأشاد بتلفزيون فلسطين، والتطور الذي حصل فيه، مبينا أنه يتابع برامجه، 'وأبدي رأيي فيه وأعطي بعض الملاحظات، ويهمني أن يكون هناك نقد حقيقي ونقد بناء، إذا كانت هناك أخطاء، فكيف يمكن أن نعرف الكثير من الأمور داخل المجتمع ونحن بعيدون قليلا عن الناس، فعندما ينقل التلفاز نداء أو رجاء أو ملاحظة نعالجها بسرعة ونصلحها، لذلك التلفاز مهم جدا، ومؤخرا البرنامج الذي يعرض على تلفزيون فلسطين 'وطن ع وتر' لم يترك أحداً، لكنه جيد كبداية، الحرفية ليست قوية، ولكن كبداية موفقة، هنالك فرق بين النقد البناء والجارح، ونحن مع النقد البناء الهادف ولكن من دون أن يجرح، وأنا أدعم قضية الإعلام.
وحول البرامج التي يشاهدها سيادته، قال: 'أحب أن أرى مسلسلا واحدا في وقت معين لأراه، ولا أحب مسلسلات الهم والغم وأحب الكوميدي، وكنت أحضر المسرح الكوميدي، وأحب أن أحضر مسرحيات، إنما في هذه الأوقات نادرا ما أحضر مسرحيات، وأحب المسرح الكويتي، والمصري، والسوري، واللبناني أيام الرخابنة وفيروز، قديما كنت أذهب إلى المسرح نفسه لأحضر مسرحيات'.
وأضاف: 'ما أعيشه أنا غير طبيعتي، فلو خيرت لما أختار ما أنا عليه، ولكن علي أن أتحمل ما أنا عليه الآن، لأن العمل هيمن على وقتي ووقت أسرتي، هذا قدري وأنا تحملته لأن فيه خدمة للوطن، ويجب أن أسير في هذا إلى النهاية، لكن إذا رجعت الأيام وقالوا لي أتريد أن ترشح نفسك للانتخابات رئيسا لرفضت'.
وتابع: 'كوني رئيسا هذا ليس ميزة بل تعب، وإرهاق، ومسؤولية كبيرة، علي أن أراقب كل حركة أقوم بها على حساب أعصابي وراحتي'.
وفي رسالة وجهها إلى أهالي الشهداء والأسرى، قال السيد الرئيس 'شعبنا يعيش الاحتلال كل يوم، ويعيش المستوطنات والتشريد، وتحمل الكثير وضحى كثيرا ونزف الدم كثيرا، وسقط عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى، وأقول لشعبنا يجب أن يبقى الأمل أمامنا موجودا دائما، لنصل إلى نتيجة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ليرتاح شعبنا'.
وأكد سيادته أن شعبنا يستحق أن يعيش بكرامة، فكل شعوب العالم لها حريتها واستقلاليتها وشعبنا لا يقل عن شعوب العالم، فهو شعب عريق متعلم مثقف، نقول لعائلات الشهداء والأسرى الله يصبرهم، وسيأتي اليوم ليخرج كل الأسرى من السجون وتنتهي معاناتنا.